858 - أنبأ محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا أحمد بن محمد بن نصر اللباد النيسابوري ، ثنا ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ، أبو عاصم وهو محمد بن أبي أيوب الثقفي ، حدثني يزيد بن صهيب الفقير ، قال : كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج ، وكنت رجلا شابا ، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ثم نخرج على الناس ، قال : فمررنا بالمدينة يحدث القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا إلى سارية ، وإذا هو قد ذكر الجهنميين ، فقلت له : يا صاحب رسول الله صلى الله [ ص: 829 ] عليه وسلم ما هذا الذي تحدثون ؟ ، والله يقول : ( جابر بن عبد الله إنك من تدخل النار فقد أخزيته ) ، ( كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها ) ، فما هذا الذي تقولون ؟ ، قال : أي بني تقرأ القرآن ؟ ، قلت : نعم ، قال : وهل سمعت بمقام محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ، يعني الذي يبعثه الله فيه ، قلت : نعم ، قال : فإنه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يخرج الله به من يخرج ، قال : ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه ، قال : فأخاف أن لا أكون حفظت ذاك غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها ، قال : فيخرجون كأنهم عيدان السماسم ، قال : فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغسلون فيه ، قال : فيخرجون كأنهم القراطيس البيض ، فإذا قال : فرجعنا فقلنا : ويحكم أترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ، قال : فرجعنا ، فوالله ما خرج منا غير رجل واحد . ا هـ .