بيان آخر يدل على أن الله تعالى فوق خلقه وأن أرواح المؤمنين تعرج إلى السماء السابعة 
 865  - أخبرنا عبدوس بن الحسين النيسابوري ،  ثنا إبراهيم بن الحسين الهمداني ،  ثنا  سليمان بن حرب ،  ثنا  أبو عوانة ،  عن  الأعمش ،  عن  المنهال بن عمرو ،  عن ذاذان أبي عمر ،  عن  البراء بن عازب ،  قال :  [ ص: 289 ] 
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولم يلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله ، كأن على رؤسنا الطير ، فجعل يرفع بصره إلى السماء وينظر إلى الأرض ، وينكت فيها ، ويحدث نفسه ، ثم قال : أعوذ بالله من عذاب القبر ، يقولها ثلاثا : ثم قال : إن العبد إذا كان في قبل من الآخرة . . . من الدنيا أتاه ملك الموت فيقعد عند رأسه إن كان مسلما ، فيقول : اخرجي أيتها النفس الطيبة إلى مغفرة من الله ورضوان ، فتخرج تسيل كما يسيل قطر السماء ، وينزل ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم أكفان من أكفان الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، فيجلسون منه مد البصر ، فإذا أخذها قاموا إليه ، فلا يتركونها في يديه طرفة عين ، وذلك قول الله عز وجل : ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون   ) فيخرج منه مثل أطيب ريح مسك وجدت على ظهر الأرض ، فيصعدون به ، فلا يمرون به على جند من الملائكة فيما بين السماء والأرض إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : هذا فلان بأحسن أسمائه ، فإذا انتهي به إلى السماء ، قالوا : ما هذه الروح الطيبة ، قالوا : هذا فلان ، فيفتح له أبواب السماء ، ويشيعه من كل سماء ، حتى ينتهي إلى سماء السابعة ، فيقول : اكتبوا كتابه في عليين ، ( وما أدراك ما عليون  كتاب مرقوم  يشهده المقربون   ) ، وارجعوا إلى الأرض ، فإني وعدتهم : أني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى ، قال : فيرجع روحه إلى جسده ، ويبعث إليه ملكان يجلسانه ، ويقولان : من ربك ؟  ثم ذكر باقي الحديث .  [ ص: 290 ] 
 [ ص: 291 ] 
				
						
						
