888  - أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن الصباح ،  ثنا علي بن عيسى الطرسوسي ،  حدثني عمرو بن قسط السلمي الرقي ،  حدثني إسماعيل بن عبد الرحمن من ولد أبي بكر ،  حدثني سعيد بن سنان أبو سنان ،  عن  الضحاك بن مزاحم ،  عن النزال بن سبرة ،  قال : 
جاء يهودي إلى  علي بن أبي طالب ،  فقال : يا أمير المؤمنين ، متى كان ربنا ؟ فقال له  علي بن أبي طالب  رضي الله عنه : إنما يقال متى كان لشيء لم يكن فكان ، هو كائن بلا كينونة ، كائن كان بلا كين يكون ، كان لم يزل ، وقال : كيف كان ليس له قبل ، هو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى غاية ، ولا غاية إليها غاية ، انقطعت الغايات عنده ، فهو غاية كل غاية ، تبارك وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا .  
قال  محمد بن عيسى :  وفعل الأشياء مبتدئا بحلم وعلم ، أمر غير موجود شخصه ، وهو عنده في العلم كالموجود ، كان له مفقودا من الأبصار ، وفي العلم محفوظا ، فأجاب نداءه سريعا قبل انقضاء ذكر النون من كن ، سريعا إلى طاعة خالقه ، من ذلك ما خاطبنا به قوله : ( فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين   ) ، أراد بقوله السماوات والأرض جميعا وهي كلمة عامة جمعت جميع معانيه ، تكوين الخلق أجمع ، قوله : ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون   ) ، فلو كان من الكلام معقول دون الحرفين ، إذا لخاطب به ما هو خالقه قدرة من الله عز وجل .  [ ص: 304 ] 
وقال أيضا : ( يفعل ما يشاء   ) ، ( إن الله يفعل ما يريد   ) ، فكان القول والمشيئة والإرادة من الله عز وجل صفة من صفاته لم تزل ، والفعل هو ما أحدث في خلقه ، فهو الحق ، قال الله تعالى : ( فالحق والحق أقول   ) ، يعني أنا الحق وأقول الحق ، وقال : ( حق القول مني   ) ، وقال : ( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير   ) . 
				
						
						
