1 - باب استعمال العبد الصدق والنية والإخلاص فيما يقول ويعمل لله عز وجل على موافقة السنة
قال الله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين .
1 - أخبرنا ، أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، قالا : حدثنا ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء ، أخبرنا ، أخبرنا جعفر بن عون ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، قال : سمعت علقمة بن وقاص ( رضي الله عنه ) يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عمر " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه " [ ص: 10 ] .
2 - وأخبرنا ، أبو عبد الله الحافظ ، قالا : أخبرنا وأبو زكريا بن أبي إسحاق أبو عبد الله الشيباني ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ، أخبرنا ، أخبرنا يزيد بن هارون ، بمثله . يحيى بن سعيد
3 - سمعت يقول : سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ محمد بن سليمان بن فارس يقول : سمعت ، يقول : قال محمد بن إسماعيل : " من أراد أن يصنف كتابا فليبدأ بحديث عبد الرحمن بن مهدي " الأعمال [ ص: 11 ] بالنيات " .
وقد استعمله - رحمه الله - فبدأ " الجامع الصحيح " بحديث محمد بن إسماعيل البخاري " الأعمال بالنيات " ؛ واستعملناه في هذا الكتاب فبدأنا به [ ص: 12 ] .
4 - وكان - رحمه الله - يقول : يدخل في حديث الشافعي ثلث العلم . " الأعمال بالنيات "
5 - قلت : وهذا لأن كسب العبد إنما يكون بقلبه ولسانه وبنانه ، والنية واحدة من ثلاثة أقسام اكتسابه ، ثم لقسم النية ترجيح على القسمين الآخرين ، فإن النية تكون عبادة بإفرادها ، والقول العاري عن النية والعمل الخالي عن العقيدة لا يكونان عبادة بأنفسهما ؛ ولذلك قيل : " نية المؤمن خير من عمله " ؛ لأن القول والعمل يدخلهما الفساد والرياء ، والنية لا يدخلها ، وبالله التوفيق .
6 - أخبرنا ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدثنا سعدان بن نصر ، حدثنا أبو معاوية ، عن عاصم الأحول ، قال : كنا نحدث منذ خمسين سنة أن الأعمال تعرض على الله عز وجل فما كان منها له قال : " هذا كان لي وأنا أجزي به وما كان لغيره قال : اطلبوا ثواب هذا ممن عملتموه له " . أبي العالية
7 - أخبرنا ، حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ بكير بن الحداد الصوفي [ ص: 13 ] ، بمكة ، حدثنا أبو عمر محمد بن الفضل بن سلمة ، حدثنا سعيد بن زنبور ، قال : سمعت ، يقول : إن " الله تعالى ما يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا ولا يقبله إذا كان خالصا إلا على السنة " . فضيل بن عياض
8 - أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى السلمي ، قال : سمعت محمد بن الحسن البغدادي يقول : سمعت جعفرا يقول : سمعت الجريري يقول : سمعت سهلا ( يعني ابن عبد الله التستري ) يقول : فطن الأكياس في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا : أن تكون حركاته وسكونه في سره وعلانيته لله وحده لا شريك له لا يمازجه شيء لا نفس ولا هوى ولا دنيا .
9 - أخبرنا ، أخبرني أبو عبد الله الحافظ جعفر بن محمد بن نصير ، حدثني الجنيد بن محمد ، قال : سمعت السري بن المغلس ، وقد ذكر الناس ، فقال : " لا تعمل لهم شيئا ولا تترك لهم شيئا ولا تعطهم شيئا ، ولا تكشف لهم شيئا " [ ص: 14 ] .
قال الجنيد : يريد بهذا القول كون أعمالك لله وحده .