854  - أخبرنا  أبو عبد الله الحافظ ،  ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القارئ  وأبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ،  قالا : ثنا  عثمان بن سعيد الدارمي ،  ثنا  عبد الله بن صالح ،  حدثني  معاوية بن صالح ،  عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ،  عن أبيه جبير  عن  أبي الدرداء  أنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ، ثم قال : " هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء " قال فقال زياد بن لبيد الأنصاري : يا رسول الله ! وكيف يختلس منا ، وقد قرأنا القرآن ؟ ! فوالله لنقرأنه ولتقرأنه نساؤنا وأبناؤنا ! فقال : " ثكلتك أمك يا زياد ، إني كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة ، هذا التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم ؟ " قال جبير : فلقيت عبادة بن الصامت فقلت له : ألا تسمع ما يقول أخوك  أبو الدرداء  ، فأخبرته بالذي قال ، قال : صدق  أبو الدرداء  ، إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس ، الخشوع ، يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا .  
 [ ص: 453 ]  855  - ورويناه من حديث  سالم بن أبي الجعد  عن ابن لبيد الأنصاري  رضي الله عنه . 
 856  - ويحتمل أن يكون المراد بقوله : هذا أوان يذهب العلم ويختلس العلم " تقريب الوقت كما قال  ابن مسعود :  كل ما هو آت قريب ، ويحتمل أن يكون المراد به : اختلاس الانتفاع بالعلم ، وإن كانوا له حافظين كما اختلس من اليهود والنصارى ، قال الله عز وجل : فنبذوه وراء ظهورهم   . 
				
						
						
