باب ذكر المدينة الهجرة إلى
فلما تمت بيعة هؤلاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، وكانت سرا، على كفار قومهم وكفار قريش أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه من المسلمين بالهجرة إلى المدينة أرسالا، فقيل: أول من خرج أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي وحبست عنه امرأته أم سلمة بنت [ ص: 76 ] أبي أمية بمكة نحو سنة، ثم أذن لها في اللحاق بزوجها فانطلقت مهاجرة وشيعها عثمان بن طلحة بن أبي طلحة وهو كافر إلى المدينة . ونزل في قباء. أبو سلمة
ثم حليف عامر بن ربيعة، بني عدي بن كعب معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة بن غانم، وهي أول ظعينة دخلت من المهاجرات إلى المدينة .
ثم عبد الله بن جحش، وأخوه أبو أحمد بن جحش الشاعر الأعمى، وأمهما وأم إخوتهما وهاجر جميع بني جحش بنسائهم، فغدا أميمة بنت عبد المطلب. على دارهم فتملكها إذ خلت منهم. وكانت أبو سفيان الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب تحت أبي أحمد بن جحش.
فنزل هؤلاء الأربعة: ، أبو سلمة ، وعامر بن ربيعة وعبد الله وأبو أحمد ابنا جحش، على مبشر بن عبد المنذر بن زنبر في بني عمرو بن عوف بقباء. وهاجر مع بني جحش جماعة من بني أسد بن خزيمة بنسائهم، منهم ، عكاشة بن محصن وعقبة وشجاع ابنا وهب، وأربد بن حمير، ومنقذ بن نباتة، وسعيد بن رقيش وأخوه يزيد بن رقيش، ومحرز بن نضلة، وقيس بن جابر ، وعمرو بن محصن، ومالك بن عمرو ، وصفوان بن عمرو ، وثقف بن عمرو ، وربيعة بن أكثم، والزبير بن عبيدة، وتمام بن عبيدة، وسخبرة بن عبيدة، ومحمد بن عبد الله بن جحش، ومن نسائهم ، زينب بنت جحش وحمنة بنت جحش، وأم حبيب بنت جحش ، [ ص: 77 ] وجدامة بنت جندل، وأم قيس بنت محصن، وأم حبيبة بنت نباتة، وأمامة بنت رقيش.
ثم خرج عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة في عشرين راكبا، فقدموا المدينة ، فنزلوا في العوالي في بني أمية بن زيد. وكان يصلي بهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا. وكان هشام بن العاص بن وائل قد أسلم، وواعد أن يهاجر معه، وقال: تجدني أو أجدك عند أضاة عمر بن الخطاب بني غفار، ففطن لهشام قومه، فحبسوه عن الهجرة، ثم إن أبا جهل والحارث بن هشام أتيا المدينة ، فكلما عياش بن أبي ربيعة، وكان أخاهما لأمهما وابن عمهما، وأخبراه: أن أمه قد نذرت أن لا تغسل رأسها ولا تستظل حتى تراه، فرقت نفسه وصدقهما وخرج راجعا معهما فكتفاه في الطريق، وبلغاه مكة ، فحبساه بها مسجونا، إلى أن خلصه الله بعد ذلك بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له في قنوت الصلاة: الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف. ثم استنقذ الله اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة وسائرهم وهاجر إلى المدينة .
وكان من جملة القادمين مع أخوه عمر بن الخطاب زيد بن الخطاب، ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعمرو ابنا وعبد الله سراقة بن المعتمر، وكلهم من بني عدي بن كعب ، وواقد بن عبد الله التميمي، وخولي ومالك ابنا أبي خولي من بني عجل بن لجيم حلفاء بني عدي بن كعب ، وإياس وعاقل وعامر وخالد بنو البكير الليثي حلفاء [ ص: 78 ] بني عدي بن كعب ، وخنيس بن حذافة السهمي وزوجته . نزلوا بقباء على حفصة بنت عمر بن الخطاب رفاعة بن عبد المنذر في بني عمرو بن عوف.
ثم قدم طلحة بن عبيد الله، فنزل هو وصهيب بن سنان على خبيب بن إساف في بني الحارث بن الخزرج، ويقال: بل نزل طلحة على وكان أبي أمامة أسعد بن زرارة. صهيب ذا مال، قاتبعته قريش ليقتلوه ويأخذوا ماله، فلما أشرفوا عليه ونظر منهم ونظروا إليه قال لهم: قد تعلمون أني من أرماكم رجلا، ووالله لا تصلون إلي أو يموت منكم من شاء الله أن يموت، قالوا: فاترك مالك ، وانهض. قال: مالي خلفتهبمكة ، وأنا أعطيكم أمارة فتأخذونه، فعلموا صدقه، وانصرفوا عنه إلى مكة بما أعطاهم من الأمارة، فأخذوا ماله، فنزلت فيه: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ) - الآية.
ونزل وحليفاه: حمزة بن عبد المطلب أبو مرثد الغنوي، وابنه مرثد بن أبي مرثد، وزيد بن حارثة وأنسة وأبو كبشة موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلثوم بن الهدم أخي بني عمرو بن عوف بقباء. ويقال: بل نزلوا على وقيل: إن سعد بن خيثمة، حمزة نزل على أبي أمامة أسعد بن زرارة.
ونزل عبيدة، والطفيل والحصين، بنو الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف، ومسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، وسويبط بن سعد بن حرملة العبدري، وطليب بن عمير من بني عبد بن قصي، مولى وخباب بن الأرت على عتبة بن غزوان، عبد الله بن سلمة العجلاني بقباء [ ص: 79 ] .
ونزل في رجال من المهاجرين على عبد الرحمن بن عوف سعد بن الربيع في بني الحارث بن الخزرج.
ونزل الزبير بن العوام وأبو سبرة بن أبي رهم على المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح في بني جحجبى.
ونزل مصعب بن عمير بن هشام بن عبد مناف بن عبد الدار على في سعد بن معاذ بن النعمان الأشهلي بني عبد الأشهل.