فصل
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332الفقيه أبو عمر رضي الله عنه:
فلما أوقع الله عز وجل بالمشركين يوم بدر واستأصل وجوههم قالوا إن ثأرنا بأرض
الحبشة فلنرسل إلى ملكها يدفع إلينا من عنده من أتباع
محمد ، فنقتلهم بمن قتل منا ببدر.
بعث مشركي
قريش nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص وابن أبي ربيعة إلى
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي
وبالإسناد قال
nindex.php?page=showalam&ids=13332الفقيه أبو عمر :
أخبرنا
عبد الله بن محمد ، قال: أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=13853محمد بن بكر ، قال: أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، قال: أنبأنا
ابن السرح، قال: أنبأنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، قال: أخبرني
يونس عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=938506بلغني أن مخرج nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص وابن أبي ربيعة إلى أرض الحبشة فيمن كان بأرضهم من المسلمين كان بعد وقعة بدر. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرجهما بعث nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية الضمري من المدينة إلى nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي بكتاب.
أخبرنا عبد الله بن محمد ، قال: أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=13853محمد بن بكر ، قال: أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، قال: أنبأنا محمد بن سلمة المرادي ، قال: أنبأنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، قال: أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=13643ابن يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11947أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير : [ ص: 132 ] أن الهجرة الأولى هجرة المسلمين إلى أرض الحبشة ، وأنه هاجر في تلك الهجرة nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر بن أبي طالب بامرأته nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء بنت عميس ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان بن عفان بامرأته nindex.php?page=showalam&ids=10733رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سلمة بن عبد الأسد بامرأته أم سلمة بنت أبي أمية، وخالد بن سعيد بن العاص بامرأته. وهاجر فيها رجال من قريش ذوو عدد ليس معهم نساؤهم. فلما أري رسول الله دار هجرتهم قال لأصحابه: قد أريت دار هجرتكم: سبخة ذات نخل بين لابتين وهي المدينة . فهاجر إليها من كان معه، ورجع رجال من أرض الحبشة حين سمعوا بذلك، فهاجروا إلى المدينة ، منهم عثمان بابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، nindex.php?page=showalam&ids=11804وأبو سلمة بامرأته nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة وحبس (مكث) بأرض الحبشة nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر بن أبي طالب ، وحاطب بن الحارث، ومعمر بن عبد الله العدوي، وعبد الله بن شهاب، ورجال ذوو عدد من المهاجرين من قريش الذين هاجروا إلى أرض الحبشة حالت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب. فلما كانت وقعة بدر وقتل الله فيها صناديد الكفار قال كفار قريش : إن ثأركم بأرض الحبشة ، فأهدوا إلى النجاشي وابعثوا إليه رجلين من ذوي رأيكم، لعله يعطيكم من عنده من قريش ، فتقتلونهم بمن قتل منكم ببدر. فبعث كفار قريش nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، وأهدوا للنجاشي ولعظماء الحبشة هدايا. فلما قدما على nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي قبل هداياهم، وأجلس معه nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص على سريره. [ فكلم nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي فقال إن بأرضك رجالا منا ليسوا على دينك ولا على ديننا فادفعهم إلينا فقال عظماء الحبشة للنجاشي: صدق، فادفعهم إليه، فقال النجاشي : فلا والله لا أدفعهم حتى أكلمهم فأنظر على أي شيء هم فأرسل النجاشي فيهم وأجلس معه nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص على سريره ] فقال لهم nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي : ما دينكم؟ أنصارى أنتم؟ قالوا: لا. قال: فما دينكم؟ قالوا: ديننا الإسلام، قال: وما الإسلام؟ قالوا: نعبد الله ولا نشرك به شيئا، قال: ومن جاءكم [ ص: 133 ] بهذا؟ قالوا: جاءنا به رجل من أنفسنا قد عرفنا وجهه ونسبه أنزل الله عليه كتابه، فعرفنا كلام الله وصدقناه. قال لهم nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي : فبم يأمركم؟ قالوا: يأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا، ويأمرنا أن نترك ما كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بالصلاة وبالوفاء وبأداء الأمانة وبالعفاف.
قال nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي : فوالله إن خرج هذا إلا من المشكاة التي خرج منها أمر موسى عليه السلام، فقال nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص حين سمع ذلك من nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي : إن هؤلاء يزعمون أن ابن مريم إلهك الذي تعبد عبد. فقال nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي لجعفر ومن معه من المهاجرين: ماذا تقولون في عيسى بن مريم ؟ قالوا: نقول هو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وابن العذراء البتول. فخفض النجاشي يده إلى الأرض، فأخذ عودا وقال: والله ما زاد على ذلك قدر هذا العود. فقال عظماء الحبشة : والله لئن سمعت الحبشة بهذا لتخلعنك. فقال النجاشي : والله لا أقول في ابن مريم غير هذا القول أبدا، إن الله لم يطع في الناس حين رد إلي ملكي فأنا أطيع الناس في الله، معاذ الله من ذلك. ارجعوا إلى هذا هديته، فوالله لو رشوني دبرا من ذهب ما قبلته. والدبر: الجبل، قال الهروي: لا أدري عربي أم لا. ثم قال: من نظر إلى هؤلاء الرهط نظرة يؤذيهم بها فقد غرم، ومعنى غرم هلك في قوله تعالى: ( nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=65إن عذابها كان غراما ) - فخرج nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص وابن أبي ربيعة وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعث قريش nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص إلى nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية الضمري وكتب معه إلى nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي ، فقدم [ ص: 134 ] على nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي ، فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دعا nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر بن أبي طالب والمهاجرين، وأرسل إلى الرهبان والقسيسين، فجمعهم، ثم أمر جعفرا يقرأ عليهم القرآن، فقرأ سورة مريم: ( nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص ) وقاموا تفيض أعينهم من الدمع، فهم الذين أنزل الله فيهم: ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ) وقرأ عليهم إلى ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83الشاهدين ) .
فَصْلٌ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13332الْفَقِيهُ أَبُو عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
فَلَمَّا أَوْقَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ وَاسْتَأْصَلَ وُجُوهَهُمْ قَالُوا إِنَّ ثَأْرَنَا بِأَرْضِ
الْحَبَشَةِ فَلْنُرْسِلْ إِلَى مَلِكِهَا يَدْفَعْ إِلَيْنَا مَنْ عِنْدَهُ مِنْ أَتْبَاعِ
مُحَمَّدٍ ، فَنَقْتُلُهُمْ بِمَنْ قُتِلَ مِنَّا بِبَدْرٍ.
بَعْثُ مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَابْنَ أَبِي رَبِيعَةَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ
وَبِالْإِسْنَادِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13332الْفَقِيهُ أَبُو عُمَرَ :
أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ: أَنْبَأَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13853مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، قَالَ: أَنْبَأَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ: أَنْبَأَنَا
ابْنُ السَّرْحِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
يُونُسُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=938506بَلَغَنِي أَنَّ مَخْرَجَ nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِيمَنْ كَانَ بِأَرْضِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ. فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْرَجُهُمَا بَعَثَ nindex.php?page=showalam&ids=243عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ بِكِتَابٍ.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ: أَنْبَأَنَا nindex.php?page=showalam&ids=13853مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، قَالَ: أَنْبَأَنَا nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ ، قَالَ: أَنْبَأَنَا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي nindex.php?page=showalam&ids=13643ابْنُ يُونُسَ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=12300ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=11947أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، وَعَنْ nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَعَنْ nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ : [ ص: 132 ] أَنَّ الْهِجْرَةَ الْأُولَى هِجْرَةُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ، وَأَنَّهُ هَاجَرَ فِي تِلْكَ الْهِجْرَةِ nindex.php?page=showalam&ids=315جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِاِمْرَأَتِهِ nindex.php?page=showalam&ids=116أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِاِمْرَأَتِهِ nindex.php?page=showalam&ids=10733رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بِاِمْرَأَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ، وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِاِمْرَأَتِهِ. وَهَاجَرَ فِيهَا رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ ذَوُو عَدَدٍ لَيْسَ مَعَهُمْ نِسَاؤُهُمْ. فَلَمَّا أُرِيَ رَسُولُ اللَّهِ دَارَ هِجْرَتِهِمْ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ: سَبِخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ وَهِيَ الْمَدِينَةُ . فَهَاجَرَ إِلَيْهَا مَنْ كَانَ مَعَهُ، وَرَجَعَ رِجَالٌ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ حِينَ سَمِعُوا بِذَلِكَ، فَهَاجَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ ، مِنْهُمْ عُثْمَانُ بِابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، nindex.php?page=showalam&ids=11804وَأَبُو سَلَمَةَ بِاِمْرَأَتِهِ nindex.php?page=showalam&ids=54أُمِّ سَلَمَةَ وَحُبِسَ (مَكَثَ) بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ nindex.php?page=showalam&ids=315جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَحَاطِبُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابٍ، وَرِجَالٌ ذَوُو عَدَدٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ الَّذِينَ هَاجَرُوا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَالَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَرْبُ. فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ وَقَتَلَ اللَّهُ فِيهَا صَنَادِيدَ الْكُفَّارِ قَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ : إِنَّ ثَأْرَكُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ ، فَأَهْدُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ وَابْعَثُوا إِلَيْهِ رَجُلَيْنِ مِنْ ذَوِي رَأْيِكُمْ، لَعَلَّهُ يُعْطِيكُمْ مَنْ عِنْدَهُ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَتَقْتُلُونَهُمْ بِمَنْ قُتِلَ مِنْكُمْ بِبَدْرٍ. فَبَعَثَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَأَهْدَوْا لِلنَّجَاشِيِّ وَلِعُظَمَاءِ الْحَبَشَةِ هَدَايَا. فَلَمَّا قَدِمَا عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ قَبِلَ هَدَايَاهُمْ، وَأَجْلَسَ مَعَهُ nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى سَرِيرِهِ. [ فَكَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشَيَّ فَقَالَ إِنَّ بِأَرْضِكَ رِجَالًا مِنَّا لَيْسُوا عَلَى دِينِكَ وَلَا عَلَى دِينِنَا فَادْفَعْهُمْ إِلَيْنَا فَقَالَ عُظَمَاءُ الْحَبَشَةِ لِلنَّجَاشِيِّ: صَدَقَ، فَادْفَعْهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّجَاشِيُّ : فَلَا وَاللَّهِ لَا أَدْفَعُهُمْ حَتَّى أُكَلِّمَهُمْ فَأَنْظُرَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ هُمْ فَأَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ فِيهِمْ وَأَجْلَسَ مَعَهُ nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى سَرِيرِهِ ] فَقَالَ لَهُمُ nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيُّ : مَا دِينُكُمْ؟ أَنَصَارَى أَنْتُمْ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَمَا دِينُكُمْ؟ قَالُوا: دِينُنَا الْإِسْلَامُ، قَالَ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالُوا: نَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، قَالَ: وَمَنْ جَاءَكُمْ [ ص: 133 ] بِهَذَا؟ قَالُوا: جَاءَنَا بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَنْفُسِنَا قَدْ عَرَفْنَا وَجْهَهُ وَنَسَبَهُ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ كِتَابَهُ، فَعَرَفْنَا كَلَامَ اللَّهِ وَصَدَّقْنَاهُ. قَالَ لَهُمُ nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيُّ : فَبِمَ يَأْمُرُكُمْ؟ قَالُوا: يَأْمُرُنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَيَأْمُرُنَا أَنْ نَتْرُكَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَبِالْوَفَاءِ وَبِأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَبِالْعَفَافِ.
قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيُّ : فَوَاللَّهِ إِنْ خَرَجَ هَذَا إِلَّا مِنَ الْمِشْكَاةِ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا أَمْرُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ : إِنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّ ابْنَ مَرْيَمَ إِلَهَكَ الَّذِي تَعْبُدُ عَبْدٌ. فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيُّ لِجَعْفَرٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ ؟ قَالُوا: نَقُولُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَرُوحٌ مِنْهُ، وَابْنُ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ. فَخَفَضَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَأَخَذَ عُودًا وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ قَدْرَ هَذَا الْعُودِ. فَقَالَ عُظَمَاءُ الْحَبَشَةِ : وَاللَّهِ لَئِنْ سَمِعَتِ الْحَبَشَةُ بِهَذَا لَتَخْلَعَنَّكَ. فَقَالَ النَّجَاشِيُّ : وَاللَّهِ لَا أَقُولُ فِي ابْنِ مَرْيَمَ غَيْرَ هَذَا الْقَوْلِ أَبَدًا، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُطِعْ فِيَّ النَّاسَ حِينَ رَدَّ إِلَيَّ مُلْكِي فَأَنَا أُطِيعُ النَّاسَ فِي اللَّهِ، مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ. ارْجِعُوا إِلَى هَذَا هَدِيَّتَهُ، فَوَاللَّهِ لَوْ رَشَوْنِي دَبْرًا مِنْ ذَهَبٍ مَا قَبِلْتُهُ. وَالدَّبْرُ: الْجَبَلُ، قَالَ الْهَرَوِيُّ: لَا أَدْرِي عَرَبِيٌّ أَمْ لَا. ثُمَّ قَالَ: مَنْ نَظَرَ إِلَى هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ نَظْرَةً يُؤْذِيهِمْ بِهَا فَقَدْ غَرِمَ، وَمَعْنَى غَرِمَ هَلَكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ( nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=65إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ) - فَخَرَجَ nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَابْنُ أَبِي رَبِيعَةَ وَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْثِ قُرَيْشٍ nindex.php?page=showalam&ids=59عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=243عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ ، فَقَدِمَ [ ص: 134 ] عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ ، فَقَرَأَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَعَا nindex.php?page=showalam&ids=315جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَالْمُهَاجِرِينَ، وَأَرْسَلَ إِلَى الرُّهْبَانِ وَالْقِسِّيسِينَ، فَجَمَعَهُمْ، ثُمَّ أَمَرَ جَعْفَرًا يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَرَأَ سُورَةَ مَرْيَمَ: ( nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=1كهيعص ) وَقَامُوا تَفِيضُ أَعْيُنُهُمْ مِنَ الدَّمْعِ، فَهُمُ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ: ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=82وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ) وَقَرَأَ عَلَيْهِمْ إِلَى ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83الشَّاهِدِينَ ) .