غزوة بني قينقاع
ونقض بنو قينقاع من اليهود عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم صلى الله عليه وسلم وحاصرهم حتى نزلوا على حكمه. فشفع فيهم عبد الله بن أبي بن سلول، ورغب في حقن دمائهم، وألح على رسول الله وتعلق به حتى أدخل يده في جيب درعه، فقال: أرسلني، فقال: والله لا أرسلك حتى تحسن إلي في موالي: أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع تريد أن تحصدهم في غداة واحدة. فشفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم وحقن دماءهم. وهم قوم . وكان حصاره صلى الله عليه وسلم لهم خمس عشرة ليلة واستخلف على عبد الله بن سلام المدينة في تلك المدة [ أبا لبابة ] بشير بن عبد المنذر [ ص: 142 ] .
وذكر عن ابن إسحاق عاصم بن عمر : وعبد الله بن أبي بكر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وادعته اليهود وكتب عنه وعنهم كتابا، وألحق كل قوم بحلفائهم، وشرط عليهم فيما شرط أن لا يظاهروا عليه أحدا. فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر أتاه بنو قينقاع، فقالوا له: يا محمد لا يغرك من نفسك أن نلت من قومك ما نلت، فإنه لا علم لهم بالحرب، أما والله لو حاربتنا لعلمت أن حربنا ليس كحربهم وأنا لنحن الناس.
قال : وكان ابن إسحاق فسار إليهم رسول الله وحاصرهم في حصونهم، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم. أول من نقض العهد بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وغدر من يهود بنو قينقاع.