1845  - حدثني علي بن أحمد المؤدب ،  نا أحمد بن إسحاق النهاوندي ،  نا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد ،  أخبرني أبي  أن القاسم بن نصر المخرمي  حدثهم قال : سمعت  علي بن المديني  يقول : " قدمت الكوفة ،  فعنيت بحديث  الأعمش ،  فجمعتها ، فلما قدمت البصرة  لقيت  عبد الرحمن ،  فسلمت عليه ، فقال : هات يا علي  ما عندك ، فقلت : ما أحد يفيدني عن  الأعمش  شيئا ، قال : فغضب ، فقال : هذا كلام أهل العلم ، ومن يضبط العلم ، ومن يحيط به ، مثلك يتكلم بهذا ؟  أمعك شيء تكتب فيه ؟ قلت : نعم ، قال : اكتب . قلت : ذاكرني ، فلعله عندي . قال : اكتب ، لست أملي عليك إلا ما ليس عندك . قال : فأملى علي ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا ، ثم قال : لا تعد ، قلت : لا أعود . قال علي :  فلما كان بعد سنة جاء سليمان  إلى الباب فقال : امض بنا إلى  عبد الرحمن  حتى أفضحه اليوم في المناسك ، قال علي :  وكان سليمان  من أعلم أصحابنا بالحج ، قال : فذهبنا فدخلنا عليه فسلمنا وجلسنا بين يديه ، فقال : هاتا ما عندكما ، وأظنك يا سليمان  صاحب الخطبة ؟ قال : نعم ، ما أحد يفيدنا في الحج شيئا ، فأقبل عليه بمثل ما أقبل علي ، ثم قال : يا سليمان ،  ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت فوقع على أهله ؟ فاندفع سليمان ،  فروى : يتفرقان حيث اجتمعا ، ويجتمعان حيث تفرقا ، قال : ارو : ومتى يجتمعان ؟ ومتى يفترقان ؟ قال : فسكت سليمان ،  فقال : اكتب ، وأقبل يلقي عليه المسائل ، ويملي عليه ، حتى كتبنا ثلاثين مسألة في كل مسألة يروي الحديث والحديثين ، ويقول : سألت مالكا ،  وسألت سفيان ،  وعبيد الله بن الحسن .  قال : فلما قمت قال : لا تعد ثانيا . يقول مثل ما قلت ، فقمنا وخرجنا . قال : فأقبل علي سليمان  فقال : إيش خرج علينا من صلب مهدي  هذا ؟ كأنه كان قاعدا معهم سمعت مالكا  وسفيان   وعبيد الله   " .  [ ص: 278 ] 
				
						
						
