180 - قرأت على عن الحسن بن أبي بكر ، أبي عمر الزاهد : محمد بن عبد الواحد ، قال : سألت ثعلبا عن هذا الحرف (رباني) ، فقال : سألت ابن الأعرابي ، فقال : " إذا كان الرجل عالما ، عاملا ، معلما ، قيل له هذا رباني ، فإن خرم عن خصلة منها ، لم يقل له رباني " .
181 - وبلغني عن أبي بكر بن الأنباري ، عن النحويين ، أن (الربانيين) ، منسوبون إلى الرب ، وأن الألف والنون زيدتا للمبالغة في
[ ص: 186 ] النسب ، كما تقول : لحياني جماني ، إذا كان عظيم اللحية والجمة .
وأما المتعلم على سبيل النجاة : فهو الطالب بتعلمه والقاصد به نجاته من التفريط في تضييع الفروض الواجبة عليه ، والرغبة بنفسه عن إهمالها وإطراحها ، والأنفة من مجانسة البهائم ، وقد نفى بعض المتقدمين عن الناس من لم يكن من أهل العلم .
وأما القسم الثالث ، فهم المهملون لأنفسهم ، الراضون بالمنزلة الدنية والحال الخسيسة ، التي هي في الحضيض الأوهد ، والهبوط الأسفل ، التي لا بعدها في الخمول ، ولا دونها في السقوط - نعوذ بالله من الخذلان ، وعدم التوفيق والحرمان - وما أحسن ما شبههم الإمام علي بالهمج الرعاع : والهمج : البعوض ، وبه يشبه دناة الناس وأراذلهم ، والرعاع : المتبدد المتفرق ، والناعق : الصائح ، وهو في هذا الموضع : الراعي ، يقال : نعق الراعي بالغنم ينعق : إذا صاح بها ، ومنه قول الله تعالى : ( ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) .