209  - أنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ،  أنا أبو حفص : عمر بن أحمد بن هارون المقرئ ،  أنا عبيد الله بن أحمد بن بكير التميمي ،  قال : سمعت عبد الله بن مسلم بن قتيبة ،  يقول :  " أصل التشابه : أن يشبه ، اللفظ اللفظ في الظاهر ، والمعنيان مختلفان ، قال الله تعالى في وصف ثمر الجنة : ( وأتوا به متشابها   ) ، أي : متفق المناظر ، مختلف الطعوم ، وقال : ( تشابهت قلوبهم   ) ، أي : أشبه بعضها بعضا في الكفر والقسوة ،  ومنه يقال : اشتبه علي الأمر : إذا أشبه 
 [ ص: 209 ] غيره ، فلم تكد تفرق بينهما ، وشبهت علي : إذا ألبست الحق بالباطل ، ومنه قيل لأصحاب المخاريق : أصحاب الشبه ، لأنهم يشبهون الباطل بالحق ، ثم قد يقال لكل ما غمض ودق : متشابه ، وإن لم تقع الحيرة فيه من جهة الشبه بغيره ، ألا ترى أنه قد قيل للحروف المقطعة في أوائل السور متشابه ، وليس الشك فيها والوقوف عندها لمشاكلتها غيرها والتباسها بها . 
ومثل المتشابه (المشكل) سمي بذلك لأنه أشكل أي : دخل في شكل غيره فأشبهه وشاكله ، ثم قد يقال لما غمض ، وإن لم يكن غموضه من هذه الجهة مشكلا . 
				
						
						
