[فصل]
: قال المصنف رحمه الله : وقد ادعى قوم منهم أن هذا . قال السماع قربة إلى الله عز وجل أبو طالب المكي . حدثني بعض أشياخنا عن الجنيد أنه قال تنزل الرحمة على هذه الطائفة في ثلاثة مواطن . عند الأكل لأنهم لا يأكلون إلا عن فاقة ، وعند المذاكرة لأنهم يتجاوزون في مقامات الصديقين وأحوال النبيين وعند السماع لأنهم يسمعون بوجد ويشهدون حقا .
قال المصنف رحمه الله : قلت : وهذا إن صح عن الجنيد وأحسنا به الظن كان محمولا على ما يسمعونه من القصائد الزهدية فإنها توجب الرقة والبكاء ، فأما أن تنزل الرحمة عند وصف سعدى وليلى ويحمل ذلك على صفات الباري سبحانه [ ص: 242 ] وتعالى فلا يجوز اعتقاد هذا ولو صح أخذ الإشارة من ذلك كانت الإشارة مستغرقة في جنب غلبة الطباع . ويدل على ما حملنا الأمر عليه أنه لم يكن ينشد في زمان الجنيد مثل ما ينشد اليوم إلا أن بعض المتأخرين قد حمل كلام الجنيد على كل ما يقال . فحدثني أبو جعفر أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السباك عن شيخنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ قال كان أبو الوفا الفيروزبادي شيخ رباط الزوزني صديقا لي ، فكان يقول لي والله إني لأدعو لك وأذكرك وقت وضع المخدة والقول ، قال فكان الشيخ يتعجب ويقول أترون هذا يعتقد أن ذلك وقت إجابة إن هذا لعظيم ، وقال عبد الوهاب : قد سمعنا منهم أن ابن عقيل مجاب وذلك أنهم يعتقدون أنه قربة يتقرب بها إلى الله تعالى ، قال وهذا كفر ، لأن من اعتقد الحرام أو المكروه قربة كان بهذا الاعتقاد كافرا ، قال والناس بين تحريمه وكراهيته . أخبرنا الدعاء عند حدو الحادي وعند حضور المخدة أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال أخبرني علي بن أيوب قال أخبرنا محمد بن عمران بن موسى قال حدثنا محمد بن أحمد الكاتب قال حدثنا قال حدثني الحسين بن فهم قال حدثني أبو همام إبراهيم بن أعين قال : قال صالح المري ، أبطأ الصرعى نهضة صريع هوى يدعيه إلى الله قربة ، وأثبت الناس قدما يوم القيامة آخذهم بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . أنبأنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري قال حدثنا أبي قال سمعت يقول سمعت أبا عبد الرحمن السلمي محمد بن عبد الله بن شاذان يقول سمعت أبا بكر النهاوندي يقول سمعت عليا السائح يقول سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول رأيت إبليس في المنام على بعض سطوح أولاس وأنا على سطح وعلى يمينه جماعة وعلى يساره جماعة وعليهم ثياب لطاف ، فقال لطائفة منهم قولوا وغنوا ، فاستغرقني طيبه حتى هممت أن أطرح نفسي من السطح ثم قال ارقصوا فرقصوا أطيب ما يكون . ثم قال لي يا أبا الحارث ما أصبت منكم شيئا أدخل به عليكم إلا هذا .