الباب الثامن: ذكر تلبيس إبليس على العباد في العبادات
قال المصنف: اعلم أن فهو يدخل منه على الجهال بأمان. وأما العالم فلا يدخل عليه إلا مسارقة وقد لبس إبليس على كثير من المتعبدين بقلة علمهم لأن جمهورهم يشتغل بالتعبد ولم يحكم العلم، وقد قال الباب الأعظم الذي يدخل منه إبليس على الناس هو الجهل الربيع بن خيثم: تفقه ثم اعتزل.
[ ص: 131 ] فأراهم أن المقصود من العلم العمل وما فهموا من العمل إلا عمل الجوارح وما علموا أن العمل عمل القلب وعمل القلب أفضل من عمل الجوارح. قال فأول تلبيسه عليهم إيثارهم التعبد على العلم والعلم أفضل من النوافل مطرف بن عبد الله وقال فضل العلم خير من فضل العبادة. باب من العلم تتعلمه أفضل من سبعين غزاة، وقال يوسف بن أسباط: كتابة حديث واحد أحب إلي من صلاة ليلة. المعافى بن عمران
قال المصنف: فلما مر عليهم هذا التلبيس وآثروا التعبد بالجوارح على العلم تمكن إبليس من التلبيس عليهم في فنون التعبد.