ومر
شاس بن قيس - وكان شيخا قد عسا ، عظيم الكفر، شديد الطعن على المسلمين، شديد الحسد لهم - على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الأوس والخزرج يتحدثون، فغاظه ما رأى من إلفتهم وجماعتهم بعد ما كان بينهم من العداوة، فقال: قد اجتمع ملأ
بني قيلة بهذه البلاد، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا من قرار، فأمر فتى شابا من يهود كان معهم، فقال: اعمد إليهم، فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بعاث، وما كان فيه، وأنشدهم بعض ما كانوا يتقاولون فيه من الأشعار، ففعل، فتكلم القوم عند ذلك، وتنازعوا حتى تواثب رجلان على الركب:
أوس بن قيظي من
الأوس، وجبار بن صخر من
الخزرج، فتقاولا، ثم قال أحدهما لصاحبه: إن شئتم رددتها الآن
[ ص: 343 ] جذعة، وغضب الفريقان جميعا، وقالوا: قد فعلنا، موعدكم الظاهرة والظاهرة: الحرة - السلاح السلاح، فخرجوا، وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم فيمن معه من
المهاجرين من أصحابه، حتى جاءهم، فقال:
nindex.php?page=treesubj&link=30676 "يا معشر المسلمين: الله الله، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، بعد أن هداكم الله إلى الإسلام، وأكرمكم به، وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم من الكفر، وألف به بينكم" ؟ فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فبكوا، وعانق الرجال من الأوس الرجال من الخزرج، ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله في شاس بن قيس: ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا ) الآية. وفي أوس وجبار: ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=100يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ) إلى قوله: ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=105وأولئك لهم عذاب عظيم )
.وكان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من يهود لما كان بينهم من الجوار، فأنزل الله تعالى: ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=118يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ) إلى ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119عليم بذات الصدور )
. ودخل
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر بيت المدراس، فقال
لفنحاص: اتق الله وأسلم، والله إنك لتعلم أن
محمدا لرسول الله. فقال: والله يا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر ما بنا إلى الله من فقر، وإنه إلينا لفقير. فغضب
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر وضرب وجه
فنحاص ضربا شديدا، وقال: لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك. فشكاه
فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر له
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ما كان منه، فأنكر قوله ذلك، فأنزل الله تعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ) الآية. وأنزل في
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر رضي الله عنه: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ) الآية.
[ ص: 344 ] وكان
كردم بن قيس ،
وأسامة بن حبيب في نفر من يهود يأتون رجالا من الأنصار يتنصحون لهم، فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر، فأنزل الله فيهم: (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله ) - أي التوراة التي فيها تصديق ما جاء به
محمد - (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا )
. وكان
رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء يهود، إذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه، وقال: أرعنا سمعك يا
محمد حتى نفهمك، ثم طعن في الإسلام وعابه، فأنزل الله فيه: (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل ) إلى (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا )
.
nindex.php?page=treesubj&link=32424_32423وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤساء من أحبار يهود، منهم عبد الله بن صوريا الأعور ، وكعب بن أسد، فقال لهم: "يا معشر يهود! اتقوا الله وأسلموا، فوالله إنكم لتعلمون أن الذي جئتكم به لحق". قالوا: ما نعرف ذلك، فأنزل الله: ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا )
. وقال
سكين بن عدي بن زيد: يا
محمد! ما نعلم أن الله أنزل على بشر من شيء بعد
موسى، فأنزل الله تعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=163إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) إلى قوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=165وكان الله عزيزا حكيما )
.
ودخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة منهم، فقال لهم: أما والله إنكم لتعلمون أني رسول الله. قالوا: ما نعلمه وما نشهد عليه، فأنزل الله تعالى: ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا )
.
وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمان بن أضا ، وبحري بن عمرو ، وشاس بن عدي، فكلموه [ ص: 345 ] وكلمهم، ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته، فقالوا: ما تخوفنا يا محمد، نحن أبناء الله وأحباؤه - كقول النصارى - فأنزل الله فيهم: ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) الآية.
ودعاهم إلى الإسلام مرة وحذرهم عقوبة الله، فأبوا عليه، فقال لهم
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل ،
nindex.php?page=showalam&ids=228وسعد بن عبادة ،
وعقبة بن وهب: يا معشر يهود! اتقوا الله، فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله ولقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه، وتصفونه بصفته، فقال
رافع بن حريملة ،
ووهب بن يهوذا: ما قلنا لكم هذا، وما أنزل الله من كتاب بعد
موسى، وما أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده. فأنزل الله في ذلك من قولهما: (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=19يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير ) الآية.
وَمَرَّ
شَاسُ بْنُ قَيْسٍ - وَكَانَ شَيْخًا قَدْ عَسَا ، عَظِيمَ الْكُفْرِ، شَدِيدَ الطَّعْنِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، شَدِيدَ الْحَسَدِ لَهُمْ - عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ
الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ يَتَحَدَّثُونَ، فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ إِلْفَتِهِمْ وَجَمَاعَتِهِمْ بَعْدَ مَا كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ، فَقَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ مَلَأُ
بَنِي قَيْلَةَ بِهَذِهِ الْبِلَادِ، لَا وَاللَّهِ مَا لَنَا مَعَهُمْ إِذَا اجْتَمَعُوا مِنْ قَرَارٍ، فَأَمَرَ فَتًى شَابًّا مِنْ يَهُودَ كَانَ مَعَهُمْ، فَقَالَ: اعْمِدْ إِلَيْهِمْ، فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، ثُمَّ اُذْكُرْ يَوْمَ بُعَاثَ، وَمَا كَانَ فِيهِ، وَأَنْشِدْهُمْ بَعْضَ مَا كَانُوا يَتَقَاوَلُونَ فِيهِ مِنَ الْأَشْعَارِ، فَفَعَلَ، فَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ عِنْدَ ذَلِكَ، وَتَنَازَعُوا حَتَّى تَوَاثَبَ رَجُلَانِ عَلَى الرُّكَبِ:
أَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ مِنَ
الْأَوْسِ، وَجَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ مِنَ
الْخَزْرَجِ، فَتَقَاوَلَا، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنْ شِئْتُمْ رَدَدْتُهَا الْآنَ
[ ص: 343 ] جَذَعَةً، وَغَضِبَ الْفَرِيقَانِ جَمِيعًا، وَقَالُوا: قَدْ فَعَلْنَا، مَوْعِدُكُمُ الظَّاهِرَةُ وَالظَّاهِرَةُ: الْحَرَّةُ - السِّلَاحَ السِّلَاحَ، فَخَرَجُوا، وَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِيمَنْ مَعَهُ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى جَاءَهُمْ، فَقَالَ:
nindex.php?page=treesubj&link=30676 "يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ: اللَّهَ اللَّهَ، أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، بَعْدَ أَنْ هَدَاكُمُ اللَّهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَكْرَمَكُمْ بِهِ، وَقَطَعَ بِهِ عَنْكُمْ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَاسْتَنْقَذَكُمْ مِنَ الْكُفْرِ، وَأَلَّفَ بِهِ بَيْنَكُمْ" ؟ فَعَرَفَ الْقَوْمُ أَنَّهَا نَزْعَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَكَيْدٌ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَبَكَوْا، وَعَانَقَ الرِّجَالُ مِنَ الْأَوْسِ الرَّجَالَ مِنَ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي شَاسِ بْنِ قَيْسٍ: ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا ) الْآيَةَ. وَفِي أَوْسٍ وَجَبَّارٍ: ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=100يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ) إِلَى قَوْلِهِ: ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=105وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
.وَكَانَ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُوَاصِلُونَ رِجَالًا مِنْ يَهُودَ لِمَا كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْجِوَارِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=118يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا ) إِلَى ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=119عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )
. وَدَخَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ بَيْتَ الْمِدْرَاسِ، فَقَالَ
لِفِنْحَاصَ: اتَّقِ اللَّهَ وَأَسْلِمْ، وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّ
مُحَمَّدًا لَرَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ مَا بِنَا إِلَى اللَّهِ مِنْ فَقْرٍ، وَإِنَّهُ إِلَيْنَا لَفَقِيرٌ. فَغَضِبَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ وَضَرَبَ وَجْهَ
فِنْحَاصَ ضَرْبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: لَوْلَا الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ. فَشَكَاهُ
فِنْحَاصُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ مَا كَانَ مِنْهُ، فَأَنْكَرَ قَوْلَهُ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=181لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهُ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ) الْآيَةَ. وَأَنْزَلَ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=186وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنَ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ) الْآيَةَ.
[ ص: 344 ] وَكَانَ
كَرْدَمُ بْنُ قَيْسٍ ،
وَأُسَامَةُ بْنُ حَبِيبٍ فِي نَفَرٍ مِنْ يَهُودَ يَأْتُونَ رِجَالًا مِنَ الْأَنْصَارِ يَتَنَصَّحُونَ لَهُمْ، فَيَقُولُونَ لَهُمْ: لَا تُنْفِقُوا أَمْوَالَكُمْ فَإِنَّا نَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) - أَيِ التَّوْرَاةَ الَّتِي فِيهَا تَصْدِيقُ مَا جَاءَ بِهِ
مُحَمَّدٌ - (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=37وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا )
. وَكَانَ
رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ التَّابُوتِ مِنْ عُظَمَاءِ يَهُودَ، إِذَا كَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوَى لِسَانَهُ، وَقَالَ: أَرْعِنَا سَمْعَكَ يَا
مُحَمَّدُ حَتَّى نَفْهَمَكَ، ثُمَّ طَعَنَ فِي الْإِسْلَامِ وَعَابَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=44أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ ) إِلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=46وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا )
.
nindex.php?page=treesubj&link=32424_32423وَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُؤَسَاءَ مِنْ أَحْبَارِ يَهُودَ، مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صُورِيَا الْأَعْوَرُ ، وَكَعْبُ بْنُ أَسَدٍ، فَقَالَ لَهُمْ: "يَا مَعْشَرَ يَهُودَ! اتَّقُوا اللَّهَ وَأَسْلِمُوا، فَوَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي جِئْتُكُمْ بِهِ لَحَقٌّ". قَالُوا: مَا نَعْرِفُ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=47يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا )
. وَقَالَ
سُكَيْنُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: يَا
مُحَمَّدُ! مَا نَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ بَعْدَ
مُوسَى، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=163إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ) إِلَى قَوْلِهِ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=165وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )
.
وَدَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ. قَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ وَمَا نَشْهَدُ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ( nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=166لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا )
.
وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُعْمَانُ بْنُ أَضَا ، وَبَحَرِيُّ بْنُ عَمْرٍو ، وَشَاسُ بْنُ عَدِيٍّ، فَكَلَّمُوهُ [ ص: 345 ] وَكَلَّمَهُمْ، وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَحَذَّرَهُمْ نِقْمَتَهُ، فَقَالُوا: مَا تُخَوِّفُنَا يَا مُحَمَّدُ، نَحْنَ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ - كَقَوْلِ النَّصَارَى - فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ: ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=18وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) الْآيَةَ.
وَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ مَرَّةً وَحَذَّرَهُمْ عُقُوبَةَ اللَّهِ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=228وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ،
وَعُقْبَةُ بْنُ وَهْبٍ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ! اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَهُ لَنَا قَبْلَ مَبْعَثِهِ، وَتَصِفُونَهُ بِصِفَتِهِ، فَقَالَ
رَافِعُ بْنُ حُرَيْمِلَةَ ،
وَوَهْبُ بْنُ يَهُوذَا: مَا قُلْنَا لَكُمْ هَذَا، وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ بَعْدَ
مُوسَى، وَمَا أَرْسَلَ بَشِيرًا وَلَا نَذِيرًا بَعْدَهُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمَا: (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=19يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنَ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٍ وَنَذِيرٌ ) الْآيَةَ.