354 - وذكر نحو ما ذكرنا ، فقال : لا ينبغي لأحد من أهل الإسلام أن يجهل وجهه ، وذلك أن أهل التعطيل يحتجون به على المسلمين ، واحتج به بعضهم فقال : ألا تراه يقول : فإن الله هو الدهر " قال : وتأويله أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم; من موت أو هرم أو تلف ، فيقولون : أصابتهم قوارع الدهر وأبادهم الدهر وأتى عليهم الدهر ، فيجعلونه الذي يفعل ذلك فيذمونه عليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أبو عبيد لا تسبوا الذي يفعل بكم هذه الأشياء وتصيبكم هذه المصائب ، فإنكم إذا سببتم فاعلها فإنما يقع السب على الله عز وجل إذ هو الفاعل لها لا الدهر " [ ص: 377 ] .