قل للمقيمين على معاصيهم وجهلهم ، الناسين من سبقهم ، المصرين على قبيح فعلهم ، كم لعب الردى بمثلهم ، لقد بولغ في اجتثاث أصلهم ، فتراهم ما يكفي في توبيخهم ، فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم .
قل للمذنبين تأملوا العواقب ، الآثام تبقى وتفنى الأطايب ، والذنوب تحصى وما يغفل الكاتب ، والسهم مفوق والرامي صائب ، واللذات وإن نيلت فبعدها المصائب ، فليتدبر العاقل وليحضر الغائب ، قبل أن يؤخذ الجهال على جهلهم فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم .
إن كان غيرك قد أجاب الداعي فكأنني بك قد نعاك الناعي قد طال باعك والمنية بعد ذا
ليست إذا طالت قصيرة باع وملأت سمعك بالمواعظ ظاهرا
حتى اشتهرت به ولست بواعي تسعى بنفسك في المتالف جاهدا
لا تفعلن وارفق بها يا ساعي ولقد جمعت من القبائح باطنا
ما لا تضمنه جسوم أفاعي كم قد غررت بظاهر متجمل
مثل السراب جرى ببطن القاع بعت الذي يبقى بما يفنى غدا
يا من رضي بغبينة المبتاع ) [ ص: 57 ]
قل للمفرط يستعد ما من ورود الموت بد
قد أخلق الدهر الشباب وما مضى لا يسترد
أوما يخاف أخو المعاصي من له البطش الأشد
يوما يعاين موقفا فيه خطوب لا تحد
فإلام يشتغل الفتى في لهوه والأمر جد
أبدا مواعيد الزمان لأهله تعب وكد
يا من يؤمل أن يقيم به وحادي الموت يحدو
وتروح داعية المنون على مؤملها وتغدو
يختال في ثوب النعيم ودونه قبر ولحد
والعمر يقصر كل يوم ثم في الآمال مد
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . [ ص: 58 ]