أيا والي المصر لا تظلمن فكم جاء مثلك ثم انصرف وقد أبر النخل ملاكه
فنقص عزهم واحترف فلا ترسلن حبال المنى
وأمسك بكفك منها طرف تقارف مستكثرات الذنوب
وتغفل عن ذنبك المقترف
ستقفر الأمصار من أهلها بحادثات تعمر السبسبا
يؤشب الحافظ أقفاله وتفتح الآفات ما أشبا
[ ص: 214 ]
أطاعوا ذا الخداع وصدقوه وكم نصح النصيح فكذبوه
ولم يرضوا بما سكنوا مشيد إلى أن فضضوه وذهبوه
أظلوا بالقبيح فتابعوه ولو أمروا به لتجنبوه
نهاهم عن طلاب المال زهد فنادى الحرص ويلكم اطلبوه
فألقاها إلى أسماع غثر إذا عرفوا الطريق تنكبوه
وحبل العيس منتكث ضعيف ونعم الرأي أن لا يجذبوه
حسبتم يا بني حوا شقاء نجاؤكم الذي لم تحسبوه
أدين الشر منكم فاحذروه ومات الخير فيكم فاندبوه
يا من كتابه يحوي حتى حبة خردلة ، وعليه شاهدان كلامهما معدل ، وسيلتحف التراب ويتوسد الجندل ، وهو يمشي معجبا بنفسه مشية الشمردل .
لعمرك ما الدنيا بدار إقامة ولا الحي في دار السلامة آمن
تحاربنا أيامنا ولنا رضى بذلك لو أن المنايا تهادن
أرى الحيرة البيضاء عادت قصورها خلاء ولم تثبت لكسرى المدائن
ركبنا من الآمال في الدهر لجة فما صبرت للموج تلك السفائن
تجيء الرزايا بالمنايا كأنما نفوس البرايا للحمام رهائن