عجبا لعيني كيف يطرقها الكرى ولحيلتي وقد انجلى عني المرا ألهو وأعلم أنه قد فوقت
نحوي سهام الحتف أم حيني كرى وإذا هممت بتوبة وإنابة
عرضت لي الدنيا فعدت القهقرى كم قد سمعت وقد رأيت مواعظا
لو كنت أعقل حين أسمع أو أرى أين الذين طغوا وجاروا واعتدوا
وعتوا وطالوا واستخفوا بالورى أو ليس أعطتهم مقاليد العلا
حتى لقد خضعت لهم أسد الشرى وتمسكوا بحبالها لكنها
فصمت لهم منها وثيقات العرى ما أخلدتهم بعد سالف رفعة
بل أنزلتهم من شماريخ الذرى وإلى البلى قد نقلوا وتشوهت
تلك المحاسن تحت أطباق الثرى لو أخبروك بحالهم ومآلهم
أبكاك دهرك ما عليهم قد جرى أفناهم من ليس يفنى ملكه
ذو البطشة الكبرى إذا أخذ القرى فاصرف عن الدنيا طماعك إنما
ميعادها أبدا حديث يفترى وصل السرى عنها فما ينجيك من
آفاتها إلا مواصلة السرى
أين المعترف بما جناه ، أين المعتذر إلى مولاه ، أين التائب من خطاياه ، أين الآيب من سفر هواه ، نيران الاعتراف تأكل خطايا الاقتراف ، مجانيق الزفرات تهدم حصون السيئات ، مياه الحسرات تغسل أنجاس الخطيئات .
يا طالب النجاة دم على قرع الباب ، وزاحم أهل التقى أولي الألباب ، ولا تبرح وإن لم يفتح فرب نجاح بعد اليأس ، ورب غنى بعد الإفلاس .
صبرا فما يظفر إلا من صبر إن الليالي واعدات بالظفر
وربما ينهض جد من عثر ورب عظم هيض حينا وانجبر ) [ ص: 63 ]
قد فعلت القبيح وهو شبيهي خطأ فافعل الجميل بعفوك
وفدت رغبتي إليك وما زلت تحيي بالنجح أوجه وفدك
يا سيدي ما هفوتي بغريبة مني ولا غفرانها بطريف
فإن تقبل العبد الضعيف تطولا فإن رجائي فيك غير ضعيف
فقد طالما أنقذتني يداك وقد قلقلتني حبال الردى
فوالله لا شمت غيثا سواك فإما نداك وإما الصدى
تلاوة القرآن تعمل في أمراض الفؤاد ما يعمله العسل في علل الأجساد ، مواعظ القرآن لأمراض القلوب شافية ، وأدلة القرآن لطلب الهدى كافية ، أين السالكون طريق السلامة والعافية ، مالي أرى السبل من القوم عافية .
إن السعيد لمدرك دركا وأخو الشقاوة فهو في الدرك
وإلى الخمول مآل ذي لعب وإلى السكون مصير ذي حرك
طار الحمام وغاص مقتدرا فأمات حتى الطير والسمك
إن الزمان إذا غدا وعدا قتل الملوك بكل معترك
والعين تبصر أين حبتها لكنها تعمى عن الشرك
أنكرت هذا الموت ما ارتبكت نفسي هناك أشد مرتبك
ما ضر ذاكره وناظره أن لا ينام على سوى الحسك