حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرار بينا يرى الإنسان فيها مخبرا
حتى يرى خبرا من الأخبار طبعت على كدر وأنت تريدها
صفوا من الأقذار والأكدار ومكلف الأيام ضد طباعها
متطلب في الماء جذوة نار وإذا رجوت المستحيل فإنما
تبني الرجاء على شفير هار فالعيش نوم والمنية يقظة
والمرء بينهما خيال سار والنفس إن رضيت بذلك أو أبت
منقادة بأزمة المقدار فاقضوا مآربكم عجالا إنما
أعماركم سفر من الأسفار وتراكضوا خيل الشباب وبادروا
أن تسترد فإنهن عواري والدهر يخدع بالمنى ويغص إن
هنا ويهدم ما بنى ببوار قد لاح في ليل الشباب كواكب
إن أمهلت عادت إلى الأسفار
أيها ، قد مرضت عين بصيرته فيها فما ينفع الكحل ، يتبختر في رياضها وما ثم إلا وحل ، اقبل نصحي واشدد الرحل عن محل المحل ، وتأمر على نفسك فللنحل فحل . المطمئن إلى الدنيا وهي تطلبه بذحل
أيا صاح نهى الصاحي بحبل منك مدارك
إلى كم مع دنياك وتلك المومس الفارك
تخون الأول العهد فخل العرس أو شارك
متى يلحقني بالركب هذا الجمل البارك
ألا قد ذهب الناس ونضوي رازم بارك
سار الشباب فلم نعرف له خبرا ولا رأينا خيالا منه منتابا
وحق للعيس لو نالت بنا بلدا فيه الصبا كون عود الند أقتابا
ألقي إليه قميص الشيب رهن بلى ثم استجد قميص الشيب محتاجا
ما زال يمطل دنياه بتوبته حتى أتته مناياه وما تابا
يا بن آدم دينك دينك ، فإن سلم لك دينك سلم لك لحمك ودمك ، وإن تكن الأخرى فإنها نار لا تطفى ونفس لا تموت ، إنك معروض على ربك ومرتهن بعملك ، فخذ مما في يديك لما بين يديك عند الموت يأتيك الخير ، يا ابن آدم ترك الخطيئة أهون من معالجة التوبة ، يا ابن آدم لا تعلق قلبك بالدنيا فتعلقه بشر معلق ، قطع حبالها وأغلق عنك بابها ، حسبك ما بلغك المحل .
استغفر الله منيبا خاشعا واهجر لميس واجتنب ديارها
من زاره عاتي الصبا فإنما زار من الأسد الجثوم دارها
وأفضل الأزر إزار عفة إذا الرجال طرحت آزارها
من أبر النخل إبار محسن أحمد في إرطابها آثارها
والعقل خير لا يخاف غشه إذا الرجال اتهمت أخبارها
فأجبر النفس على التقوى ولا تقل لم أستطع إجبارها