ويستحب صيام التاسع والعاشر ، أما التاسع فمذهب أنه هو عاشوراء قال ابن عباس الأزهري : كأنه تأول فيه عشر الورد والعرب تقول : وردت الإبل عشرا إذا وردت يوم التاسع .
وأما يوم عاشوراء ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم ابن عباس المدينة فرأى اليهود يصومونه ويقولون : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه ، فصامه موسى شكرا فنحن نصومه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فنحن أحق وأولى بموسى منكم " فصامه وأمر بصيامه . وفيهما من حديث من حديث سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا من أسلم أن أذن في الناس : من كان أكل فليصم : يعني بقية يومه . ومن لم يكن أكل فليصم فإن اليوم يوم عاشوراء .
[ ص: 413 ] أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار ، أنبأنا أنبأنا الحسن بن علي أبو الحسين علي بن محمد بن كيسان ، أنبأنا حدثنا يوسف بن يعقوب ، حدثنا إبراهيم بن بشار ، حدثنا سفيان بن عيينة ، قال عبيد الله بن أبي يزيد ، سئل عن ابن عباس فقال : " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صام يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم : يعني يوم عاشوراء . وهذا الشهر ، يعني شهر رمضان " . صيام يوم عاشوراء سمعت
قال يوسف : وحدثنا عبد الواحد بن غياث ، حدثنا عن حماد بن سلمة عن قتادة ، عن غيلان بن جرير ، عبد الله بن معبد الزماني ، عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " صوم عاشوراء يكفر العام الذي قبله " . أبي قتادة الأنصاري انفرد بإخراجه مسلم .
وقد روي في فضائل عاشوراء أحاديث موضوعة فلا فائدة في ذكرها ، مثل : من اغتسل ومن اكتحل ومن صافح . وكله ليس بشيء .
وقال صام معاوية بن قرة : نوح ومن معه في السفينة قال وممن بلغنا أنه كان يصوم يوم عاشوراء ابن شاهين : علي بن أبي طالب وأبو موسى الأشعري وعلي بن الحصين وسعيد بن جبير وفي الجملة هو يوم عظيم فينبغي أن يفعل فيه ما يمكن من الخير . وطاوس .
فهو وأمثاله مواسم الخيرات فاغتنموها واحذروا الغفلات .