سجع على قوله تعالى :
يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار
لو رأيت أرباب القلوب والأسرار ، وقد أخذوا أهبة التعبد في الأسحار ، وقاموا في مقام الخوف على قدم الاعتذار يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار .
عقدوا عزم الصيام وما جاء النهار ، وسجنوا الألسنة فليس فيهم مهذار وغضوا أبصارهم ولازم غض الأبصار ، فانظر مدحهم إلى أين انتهى وصار ، أحزانهم أحزان ثكلى ما لهذا اصطبار ، ودموعهم لولا التحري لقلت كالأنهار ، ووجوههم من الخوف قد علاها الصفار ، والقلق قد أحاط بهم ودار يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار .
جدوا في انطلاقهم إلى خلاقهم ، وراضوا أنفسهم بتحسين أخلاقهم ، فإذا بهم قد أذابهم كرب اشتياقهم ، أتدري ما الذي حبسك عن لحاقهم : حب الدرهم والدينار .
أيقظنا الله وإياكم من هذه السنة ورزقنا اتباع النفوس المحسنة ، وآتانا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، ووقانا عذاب النار .