سجع على قوله تعالى :
وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
الويل كل ، والخزي كل الخزي لمن ماتا غضبانين عليه ، أف له هل جزاء المحسن إلا الإحسان إليه ، أتبع الآن تفريطك في حقهما أنينا وزفيرا الويل لعاق والديه وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا .
كم آثراك بالشهوات على النفس ، ولو غبت ساعة صارا في حبس ، حياتهما عندك بقايا شمس ، لقد راعياك طويلا فارعهما قصيرا وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا .
كم ليلة سهرا معك إلى الفجر ، يداريانك مداراة العاشق في الهجر ، فإن مرضت [ ص: 161 ] أجريا دمعا لم يجر ، تالله لم يرضيا لتربيتك غير الكف والحجر سريرا وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا .
يعالجان أنجاسك ويحبان بقاءك ، ولو لقيت منهما أذى شكوت شقاءك ، ما تشتاق لهما إذا غابا ويشتاقان لقاءك ، كم جاعاك حلوا وجرعتهما مريرا وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا .
أتحسن الإساءة في مقابلة الإحسان ، أوما تأنف الإنسانية للإنسان ، كيف تعارض حسن فضلهما بقبح العصيان ، ثم ترفع عليهما صوتا جهيرا وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا .
تحب أولادك طبعا فأحبب والديك شرعا ، وارع أصلا أثمر لك فرعا ، واذكر لطفهما بك وطيب المرعى أولا وأخيرا وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا .
تصدق عنهما إن كانا ميتين ، وصل لهما واقض عنهما الدين ، واستغفر لهما واستدم هاتين الكلمتين ، وما تكلف إلا أمرا يسيرا وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا .