من تفسير [20] سورة طه
قوله: قال عكرمة والضحاك وابن جبير: طه بالنبطية يا رجل.
أما قول عكرمة ، فقال ابن أبي حاتم. ثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، ثنا سفيان ، عن حصين ، عن عكرمة: طه أي طه، أي رجل.
[ ص: 252 ] ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه: عن وكيع ، (عن سفيان) مثله.
قال الفريابي: ثنا سفيان ، عن خصيف ، عن مجاهد وعكرمة في قوله: طه قال مجاهد: فواتح السور. وقال عكرمة: طه : أي رجل.
ورواه الحاكم في المستدرك: من طريق عمر بن أبي زائدة ، عن ابن عباس ، به.
ووقع لنا من هذا الوجه، وليس فيه ابن عباس: أخبرناه محمد بن أحمد بن علي المهدوي ، إذنا مشافهة، عن عبد الله بن علي الحميري ، أن محمد بن مهلهل ، أخبره: عن عبد الرحمن بن موقا ، أنبأنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي ، أنا أبي، أنا إسماعيل بن عمرو بن إسماعيل ، أنا الحسن بن رشيق ، ثنا محمد بن أحمد ابن جعفر ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا وكيع ، عن عمر بن أبي زائدة ، عن عكرمة ، قال: طه بالحبشية: يا رجل.
وأما قول الضحاك ، فأخبرناه محمد بن أحمد بن علي ، إذنا مشافهة، بهذا الإسناد، إلى وكيع ، عن سفيان ، عن الضحاك ، قال: طه : يا رجل بالنبطية.
وقال ابن جرير: ثنا محمد بن بشار ، ثنا أبو عاصم ، ثنا قرة بن خالد ، عن الضحاك ، قوله طه ، قال: يا رجل بالنبطية.
وأما قول سعيد بن جبير ، فقال البغوي في الجعديات: ثنا علي ، ثنا شريك ، عن سالم هو الأفطس ، عن سعيد ، في قوله: طه : يا رجل، وهو بالنبطية.
أخبرنا بذلك غير واحد من مشائخنا، إجازة مشافهة، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن علي بن الحسين ، عن المبارك بن الحسن ، عن أبي محمد الخطيب الصريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، ثنا أبو القاسم البغوي ، به، موقوفا على سعيد بن جبير.
[ ص: 253 ] وقد رويناه من طريق الأسود بن عامر شاذان ، عن شريك ، فذكر فيه ابن عباس: أخبرناه أبو المعالي الأزهري ، أنا أحمد بن أبي أحمد الصيرفي ، أنا أبو الفرج ابن أبي نصر ، أنا خليل بن بدر ، في كتابه، أنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم ، ثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا الأسود بن عامر شاذان ، ثنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد ، عن ابن عباس ، في قوله: طه ، أي يا رجل، وهي بالنبطية. قال شاذان: وربما قال شريك طه، يا رجل.
وكذا رواه ابن أبي حاتم ، من حديث إسرائيل ، عن سالم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به.
ورواه ابن أبي شيبة: ، عن وكيع ، عن سفيان ، عن سالم ، ليس فيه ابن عباس.
قوله فيه: وقال مجاهد: أوزارا : أثقالا. من زينة القوم الحلي الذي استعاروا من آل فرعون، (فنبذتها). (فألقتها). ألقى : صنع فنسي موسى هم يقولونه أخطأ الرب. ألا يرجع إليهم قولا العجل. همسا حس الأقدام. حشرتني أعمى : عن حجتي. "وقد كنت بصيرا" في الدنيا. أزري ظهري. المثلى : الأمثل.
قال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم ، قال: الحلي الذي استعاروا من آل فرعون، وهي الأثقال.
[ ص: 254 ] وبه، في قوله فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها قال: ألقيتها.
وفي قوله فكذلك ألقى السامري قال: صنع.
وفي قوله: هذا إلهكم وإله موسى فنسي : هم يقولونه قومه، أخطأ الرب.
وفي قوله: أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ، قال: العجل.
وقال ابن جرير: ثنا محمد بن عمرو ، ثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، بمعناه في الهمس.
وقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله: لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ، قال: لا حجة لي.
وبه، في قوله اشدد به أزري ، قال: ظهري. وفي قوله: ويذهبا بطريقتكم المثلى ، قال: الأمثل.
قوله فيه: وقال ابن عباس: بقبس ضلوا الطريق، وكانوا شاتين، فقال: إن لم أجد عليها من يهدي الطريق آتكم بنار توقدون.
قال سعيد بن عبد الرحمن ، عن ابن عيينة في تفسيره، بالإسناد المتقدم إليه [ ص: 255 ]
قريبا، عن أبي سعد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى : (قال) من يهدي الطريق.
وبه، في قوله لعلي آتيكم منها بقبس أو جذوة من النار، لعلكم تصطلون. قال ابن عباس: ضلوا الطريق وكانوا شاتين، فلما رأى النار، قال: لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى أهتدي به الطريق، فإن لم أجد أحدا يهدي آتيكم بنار تستدفئون بها.
قوله فيه: وقال ابن عيينة (أمثلهم): أعدلهم.
وبالسند إلى سعيد بن عبد الرحمن ، قال: قال سفيان هو ابن عيينة ، في قوله: أمثلهم طريقة ، قال: أعدلهم طريقة.
قوله فيه: وقال ابن عباس: هضما لا يظلم فيهضم من حسناته، عوجا : واديا. أمتا : رابية. سيرتها : حالتها الأولى. النهى : التقى. ضنكا : الشقاء. هوى : شقي. المقدس : المبارك. طوى : اسم الوادي. بملكنا : بأمرنا. وقال مجاهد: مكانا سوى : منتصف بينهم. يبسا : يابسا. على قدر : على موعد. ولا تنيا : تضعفا. يفرط : عقوبة.
قال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله فلا يخاف ظلما قال: لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم، فيزاد في سيئاته.
وبه، في قوله: لا ترى فيها عوجا ، يقول: واديا.
وفي قوله: ولا أمتا يقول: رابية.
[ ص: 256 ] وبه، في قوله: سيرتها الأولى ، يقول: حالتها الأولى.
وقال ابن جرير: ثنا علي هو ابن داود: ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله: إن في ذلك لآيات لأولي النهى . قال: التقى.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله معيشة ضنكا قال: الشقاء.
وبه، في قوله: هوى ، يقول: شقي.
وبه، في قوله المقدس ، يقول: المبارك.
وبه، في قوله: طوى ، يقول: اسم الوادي.
وبه، في قوله: بملكنا ، قال: بأمرنا.
وأما تفاسير مجاهد ، فقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله مكانا سوى ، قال: منتصف بينهم.
وفي قوله: فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا ، قال: يابسا.
وفي قوله: ثم جئت على قدر يا موسى ، قال: على موعد.
[ ص: 257 ] وفي قوله: ولا تنيا في ذكري ، قال: لا تضعفا.
وفي قوله: إننا نخاف أن يفرط علينا ، قال: أن يفرط علينا من عقوبة.


