قوله في [55] الرحمن.
وقال مجاهد: بحسبان : كحسبان الرحى. تقدم في بدء الخلق.
قوله فيه: وقال الضحاك: العصف : التين، وقال أبو مالك: العصف أول ما ينبت تسميه النبط هبورا، وقال مجاهد: العصف: ورق الحنطة. والريحان : الرزق، "والمارج": اللهب الأصفر. والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت.
[ ص: 329 ] أما قول الضحاك ، فقال الفريابي: قال سفيان هو الثوري بلغني عن الضحاك في قوله والحب ذو العصف ، وقال: الحب الحنطة والشعير، والعصف: التبن.
وأما قول أبي مالك ، فقال عبد بن حميد ، ثنا يحيى بن عبد الحميد ، ثنا ابن المبارك ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي مالك في قوله العصف قال: أول ما ينبت تسميه النبط هبورا.
(وأخرجه الطبري من وجه آخر، عن إسماعيل ، دون قوله: تسميه النبط هبورا).
وأما قول مجاهد ، فقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله والحب ذو العصف قال: ورق الحنطة، والريحان: الرزق.
وفي قوله: من مارج من نار ، قال: من اللهب الأصفر، والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت.
قوله فيه: وقال بعضهم، عن مجاهد: رب المشرقين للشمس في الشتاء [ ص: 330 ] مشرق، ومشرق في الصيف، ورب المغربين : مغربها في الشتاء والصيف. لا يبغيان : لا يختلطان. "المنشاة": ما رفع قلعه من السفن، فأما ما لم يرفع قلعه فليس بمنشآة.
قال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله رب المشرقين ورب المغربين ، قال: لها مشرق في الشتاء ومغربه، ومشرق في الصيف ومغربه.
وبه، في قوله بينهما برزخ لا يبغيان ، (قال): لا يختلطان.
وفي قوله: وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام ، قال: ما رفع قلعه من السفن فهي منشأة، وما لم يرفع قلعها فليست بمنشأة.
قوله فيه: وقال مجاهد: كالفخار ، قال: كما يصنع الفخار.
قال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله خلق الإنسان من صلصال كالفخار ، قال: كما يصنع الفخار.
قوله فيه: وقال مجاهد: "نحاس": الصفر.
تقدم في صفة النار.
[ ص: 331 ] قوله فيه: وقال مجاهد: ولمن خاف مقام ربه : يهم بالمعصية فيذكر الله [عز وجل] فيتركها. "والشواظ": لهب من نار. مدهامتان : سوداوان.
قال الفريابي: ثنا سفيان، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله ولمن خاف مقام ربه جنتان ، قال: إذا هم بمعصية يذكر مقام الله عليه في الدنيا (فيتركها).
"والشواظ" تقدم في صفة النار.
وقال عبد: ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله مدهامتان ، قال: مسودتان.
قوله فيه: وقال الحسن "فبأي آلاء" قال: نعمة. وقال قتادة: ربكما يعني الجن والإنس. وقال أبو الدرداء: كل يوم هو في شأن : يغفر ذنبا، ويكشف كربا، ويرفع قوما ويضع آخرين، وقال ابن عباس: برزخ : حاجز. "الأنام": الخلق. نضاختان : فياضتان. ذو الجلال : ذو العظمة.
أما قول الحسن ، فقال ابن جرير: ثنا ابن بشار ، ثنا عبد الرحمن ، ثنا سهل السراج ، عن الحسن ، فبأي آلاء ربكما تكذبان : قال: فبأي نعمة ربكما تكذبان.
وأما قول قتادة ، فقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا هشام بن خالد ، ثنا شعيب ابن إسحاق ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان يقول: للجن والإنس بأي نعم الله تكذبان؟.
[ ص: 332 ] وأما قول أبي الدرداء فقال البخاري في تاريخه: قال عبد الرحمن بن يحيى ، ثنا الوليد ، ثنا إسماعيل بن عبيد الله. ح. وقال (فقال) البيهقي في شعب الإيمان: أنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو عمر بن مطر ، أنا جعفر الفريابي ، ثنا إبراهيم بن هشام ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء ، في قول الله تبارك وتعالى كل يوم هو في شأن قال: من شأنه أن يغفر ذنبا، ويكشف كربا، ويرفع أقواما ويضع آخرين، لفظ سعيد.
وقد روي مرفوعا ، فأخبرنا أبو هريرة بن الذهبي ، إجازة، أنا القاسم بن عساكر ، عن محمود بن إبراهيم ، أن أبا الرشيد أحمد بن محمد بن الفيج ، أخبرهم: أنا أبو عمرو بن منده ، أنا أبو نصر الجرجاني ، أنا أحمد بن عثمان ، ثنا أبو قلابة ، ثنا يحيى بن عبد الحميد ، ثنا إسحاق بن سليمان ، عن معاوية بن يحيى ، عن يونس بن ميسرة ، عن أبي إدريس ، قال: سئل أبو الدرداء ، عن هذه الآية كل يوم هو في شأن ، فقال: سئل عنها النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: من شأنه أن يغفر ذنبا... الحديث.
وكذا رواه ابن مردويه في تفسيره: عن أحمد بن عثمان ، ويحيى ، ومعاوية ضعيفان. وقد روي، عن يونس ، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء ، ففيه اضطراب أيضا.
قال البخاري في تاريخه: قال لي همام بن عمار ، ثنا الوزير بن صبيح ، سمع يونس بن ميسرة ، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، كل يوم هو في شأن ، قال: من شأنه أن يغفر ذنبا، ويفرج كربا، ويضع قوما، ويرفع آخرين.
أخبرناه الحافظ أبو الفضل بن الحسين ، أن عبد الله بن محمد ، أخبره: أنا علي بن أحمد ، عن عبد الله بن عمر ، أنا عبد الرحيم بن عبد الكريم ، أنا عمر بن أحمد بن مسرور ، أنا أبو عمر بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا هشام بن عمار ، ثنا الوزير بن صبيح ، سمعت يونس بن ميسرة ، به.
[ ص: 333 ] رواه ابن ماجه في السنن، وابن أبي عاصم ، في كتاب السنة له، عن هشام ، ورواه ابن أبي حاتم في التفسير، عن أبيه.
ورواه ابن حبان في صحيحه: عن إسحاق بن إسماعيل ، كلاهما، عن هشام ابن عمار ، به.
وكذا رويناه في معجم الطبراني الأوسط، قال: ثنا بكر بن سهل ، عن نعيم بن حماد ، عن الوزير بن صبيح ، به. والوزير فيه ضعف، وله شاهد من حديث منيب ابن عبد الله بن منيب ، عن أبيه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم. رويناه في مسند الحسن بن سفيان. ومعرفة الصحابة لابن منده ، بإسناد ضعيف (أيضا).
وأما قول ابن عباس ، فقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله برزخ ، قال: حاجز.
وتفسير الأنام تقدم في بدء الخلق. "وذو الجلال" يأتي في التوحيد.
قوله فيه: وقال ابن عباس: حور : سود الحدق. وقال مجاهد: مقصورات : محبوسات، قصر طرفهن على أزواجهن. قاصرات : لا يبغين غير أزواجهن.
أما قول ابن عباس ، فقال ابن أبي حاتم: ثنا الفضل بن يعقوب ، ثنا حجاج [ ص: 334 ] بن محمد ، قال ابن جريج: أخبرني عطاء ، عن ابن عباس ، به.
وأما قول مجاهد ، فقال الفريابي: ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله حور مقصورات في الخيام ، قال: لا يبرحن الخيام.
وبه، في قوله فيهن قاصرات الطرف ، قال: قصرن أطرافهن عن الرجال، فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن.


