الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله [102] باب قول النبي، صلى الله عليه وسلم: "إنما الكرم قلب المؤمن" .

                                                                                                                                                                                          [ ص: 115 ] وقد قيل: إنما المفلس الذي يفلس يوم القيامة   . كقوله: إنما الصرعة الذي يملك نفسه عند الغضب   . كقوله: لا ملك إلا الله . فوصفه بانتهاء الملك.

                                                                                                                                                                                          أما حديث إنما الكرم، فأسنده المؤلف في الباب.

                                                                                                                                                                                          وحديث "إنما المفلس" (فهو) طرف من حديث أبي هريرة ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أتدرون من المفلس.. الحديث. وهو مسند عندهم في الرقاق.

                                                                                                                                                                                          وحديث: إنما الصرعة. طرف من حديث، أوله: "من تعدون الصرعة فيكم ؟" وهو في بعض طرق المفلس. وأسنده المؤلف أيضا في الأدب بلفظ: "إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب" .

                                                                                                                                                                                          وأما حديث "لا ملك إلا الله" فهكذا وقع في روايتنا من طريق أبي الوقت .

                                                                                                                                                                                          وفي رواية أبي ذر الهروي ، عن أبي الهيثم الكشميهني ، بلفظ: "لا ملك إلا لله" (وهذه) الرواية هي المعتمدة.

                                                                                                                                                                                          وهذا طرف من حديث أوله: إن أخنع الأسماء عند الله، رجل تسمى ملك الأملاك، لا ملك إلا لله .

                                                                                                                                                                                          وقد رواه المؤلف في "الأدب" أيضا من حديث شعيب ، وسفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، دون قوله: لا ملك إلا لله .

                                                                                                                                                                                          ورواه بتمامه مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن سفيان بن عيينة .

                                                                                                                                                                                          وأخبرنا به عبد الرحمن بن عمر بن عبد الحافظ ، أنا عبد الله بن الشرف بن الحافظ ، حضورا وإجازة ، أنا محمد بن عبد الهادي ، أنا يحيى بن محمود الثقفي ، أنا [ ص: 116 ] أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم ، ثنا سليمان بن أحمد ، أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، أنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أغيظ رجل على الله رجل كان يسمى ملك الأملاك، لا ملك إلا لله   .

                                                                                                                                                                                          رواه أحمد : عن عبد الرزاق ، فوافقناه بعلو.

                                                                                                                                                                                          ورواه مسلم من (طريق) عبد الرزاق ، (أيضا).

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية