قوله فيه: عقب حديث [1087] يحيى  ، عن عبيد الله  ، عن  نافع  ، عن  ابن عمر   [رضي الله عنهما] ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:  "لا تسافر المرأة ثلاثا إلا مع ذي محرم".  
تابعه أحمد  ، عن  ابن المبارك  ، عن عبيد الله  ، عن  نافع  ، عن  ابن عمر  ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم. 
أحمد  هذا ليس هو  ابن حنبل  ، لأنه لم يسمع من  ابن المبارك  ، والظاهر أنه أحمد بن محمد المروزي   .. ....... 
قوله فيه: عقب حديث [1088]  ابن أبي ذئب  ، عن المقبري   (عن أبيه) ، عن  أبي هريرة   [رضي الله عنه] رفعه:  "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة، وليس معها حرمة". 
 [ ص: 417 ] تابعه  يحيى بن أبي كثير  ، وسهيل  ، ومالك  ، عن المقبري  ، عن  أبي هريرة   [رضي الله عنه] . انتهى. 
قلت: هذا الحديث مما تبعه  الدارقطني  على الشيخين: وأنكر إخراجهما لرواية  ابن أبي ذئب  ، وذكر أن الصواب رواية مالك  ، ومن تابعه، والله أعلم. 
وقد اختلف فيه على مالك  وعلى سهيل  كما نبينه. 
فأما حديث يحيى  ، فقال أحمد  في مسنده: ثنا  الحسن بن موسى  ، ثنا شيبان  ، ثنا  (يحيى)  ، عن سعيد  ، عن أبيه، عن  أبي هريرة  ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:  "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر يوما إلا مع ذي محرم". 
وأما حديث سهيل  ، فأخبرنا إبراهيم بن أحمد [التنوخي]  ، عن محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء  ، أنا أبو علي البكري  ، أنا أبو روح  ، أنا تميم بن أبي سعيد  ، أنا أبو الحسن البحاثي  ، ثنا أبو الحسن الزوزني  ، ثنا  أبو حاتم بن حبان  ، أنا أحمد بن علي بن المثنى  ، ثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي  ، ثنا  حماد بن سلمة  ، عن  سهيل بن أبي صالح  ، عن  سعيد بن أبي سعيد  ، عن  أبي هريرة  ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:  "لا تسافر المرأة بريدا إلا مع ذي محرم". 
 [ ص: 418 ] وكذا رواه  أبو داود  في السنن: عن يوسف بن موسى  ، عن جرير  ، عن سهيل.  ورواه  الحاكم  في المستدرك من طريق جرير.  
وكذا رواه  ابن خزيمة  في صحيحه من حديث خالد الواسطي  ، عن سهيل.  
وخالفهم  بشر بن المفضل  ، فقال: عن سهيل  ، عن أبيه، عن  أبي هريرة  ، لم يذكر المقبري.  
وبهذا الإسناد إلى  ابن حبان  ، قال: أنا  عمر بن محمد  ، ثنا  محمد بن عبد الأعلى  ، ثنا  بشر بن المفضل  ، ثنا سهيل  ، عن أبيه، عن  أبي هريرة  ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة تسافر ثلاثا إلا ومعها ذو محرم منها. 
كما رواه  مسلم  من هذا الوجه. 
قال ابن عبد البر:  رواية سهيل  اضطربت إسنادا ومتنا). 
وأما حديث مالك  ، فأخبرنا به أبو عبد الله بن قوام  ، بسفح قاسيون،  أن علي بن محمد بن هلال  ، أخبرهم: أنا إبراهيم بن عمر بن مضر  ، أنا المؤيد بن محمد  ، أنا هبة الله بن سهل  ، أنا أبو عثمان [النجيرمي]  ، أنا  (زاهر) بن أحمد  ، أنا  [ ص: 419 ] إبراهيم بن عبد الصمد  ، ثنا أبو مصعب.  ح. وقرأت على أبي الفرج بن الغزي، أخبركم علي بن إسماعيل، أن أبا الفرج بن الصيقل.  أخبره عن مسعود بن أبي منصور  ، أن أبا علي الحداد  ، أخبره: أنا  أبو نعيم الحافظ  ، ثنا أبو بكر بن خلال  ، غير مرة، ثنا محمد بن غالب، ثنا القعنبي، ح. قال أبو نعيم: وحدثنا عبد الله  ، ثنا الفضل يحيى بن بكير  كلهم، عن مالك  ، عن  سعيد بن أبي سعيد المقبري  ، عن  أبي هريرة  ، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:  "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة، إلا مع ذي حرمة منها". 
رواه  مسلم:  ، عن  يحيى بن يحيى.  
ورواه  أبو داود  عن القعنبي  ، فوافقناه بعلو. 
وهكذا رواه  الشافعي  ، وابن وهب  ،  وعثمان بن عمر  ، والنفيلي  ، وموسى بن أعين  ، وغيرهم: عن مالك.  وهذا هو المشهور عن مالك.  
ورواه  بشر بن عمر الزهراني  ، وإسحاق بن محمد الفراوي  ، عن مالك  ، عن سعيد  ، عن أبيه، عن  أبي هريرة  ، كما قال  ابن أبي ذئب.  
أنبئت عن محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء  ، وغيره، أن الحسن بن محمد [البكري]  أخبرهم: أنا  القاسم بن عبد الله بن عمر  ، أنا هبة الله بن عبد الواحد  ، أنا  عبد الحميد بن عبد الرحمن  ، أنا  أبو نعيم الإسفراييني  ، ثنا  أبو عوانة  ، ثنا أبو  [ ص: 420 ] قلابة  ،  ويزيد بن سنان  ، قالا: ثنا  بشر بن عمر  ، ثنا مالك  ، عن سعيد  ، عن أبيه، عن  أبي هريرة  ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر يوما وليلة، إلا مع ذي محرم. 
رواه  أبو داود  ، والترمذي:  عن  الحسن بن علي الحلواني.  
ورواه  ابن خزيمة  في صحيحه، عن  علي بن مسلم  ،  ويحيى بن حكيم  ، كلهم عن  بشر بن عمر.  قال  ابن خزيمة:  لم يقل أحد من أصحاب مالك  ، عن سعيد  ، عن أبيه إلا  بشر بن عمر.  
قلت: بل قاله أيضا إسحاق بن محمد الفراوي  ، عن مالك.  أخرجه  الدارقطني  في غرائب مالك  من طريقه. وكذا رواه  مسلم  ، عن  يحيى بن يحيى  ، عن مالك  ، والله أعلم. 
				
						
						
