الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 471 ] قوله: [43] باب قول النبي، صلى الله عليه وسلم: "أنا بك لمحزونون".  

                                                                                                                                                                                          قال ابن عمر [رضي الله عنهما] ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم: "تدمع العين ويحزن القلب".

                                                                                                                                                                                          [1303] حدثنا الحسن بن عبد العزيز ، ثنا يحيى بن حسان ، ثنا قريش هو ابن حيان ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه، قال: "دخلنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على أبي سيف القين -وكان ظئرا لإبراهيم [عليه السلام] - فأخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك -وإبراهيم يجود بنفسه- فجعلت عينا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تذرفان..." الحديث.

                                                                                                                                                                                          رواه موسى ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس [رضي الله، عنه] ، عن النبي، صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                          أما حديث ابن عمر ، فأسنده في الباب الذي بعده، (بغير هذا اللفظ) وهو أيضا في قصة إبراهيم ابن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، من حديث غير أنس.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 472 ] وأما حديث موسى ، فقرأته على شيخ الإسلام أبي حفص بن أبي الفتح الشافعي ، عن الحافظ أبي الحجاج يوسف بن الزكي المزي ، أنا الرشيد محمد بن أبي بكر العامري ، أن القاضي أبا القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني ، أخبرهم: عن أبي عبد الله محمد بن الفضل الفقيه ، أن الحافظ أبا بكر أحمد بن الحسين ، أخبرهم أنا علي بن أحمد بن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا تمتام، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت بن أنس ، [رضي الله، عنه] ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولد لي الليلة غلام فسميته بأبي إبراهيم ، ثم دفعه إلى أم سيف، يعني امرأة قين، كان يكون بالمدينة، يقال له: أبو سيف ، فانطلق رسول الله، صلى الله عليه وسلم يأتيه، وانطلقت معه، فدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فدعا بالصبي، فضمه إليه، فقال ما شاء الله أن يقول، قال أنس: فلقد رأيت إبراهيم بين يدي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يكبد بنفسه، فدمعت عينا رسول الله صلى الله، عليه وسلم، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى الرب، والله يا إبراهيم أنا بك لمحزونون".

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية