الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [2700] وقال موسى بن مسعود: ثنا سفيان بن سعيد ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب [رضي الله عنهما] قال: صالح النبي، صلى الله عليه وسلم، المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء: على أن من أتاه من المشركين رده إليهم، ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه، وعلى أن يدخلها من قابل، ويقيم بها ثلاثة أيام، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح: السيف، والقوس، ونحوه، فجاء أبو جندل يحجل في قيوده فرده إليهم.  

                                                                                                                                                                                          قال أبو عبد الله: لم يذكر مؤمل ، عن سفيان أبا جندل ، وقال: "إلا بجلب السلاح".

                                                                                                                                                                                          أما حديث أبي سفيان ، فيشير إلى حديثه الطويل في قصة هرقل، في أوله "أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش في المدة التي ماد فيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كفار قريش"، وفيه قوله: "ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها".

                                                                                                                                                                                          وقد أسنده المؤلف في بدء الوحي، وفي التفسير، وغيرهما.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 400 ] وأما حديث عوف بن مالك ، فأسنده المؤلف في الجزية من حديث أبي إدريس الخولاني ، عنه.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث سهل بن حنيف في قصة أبي جندل ، فأسنده المؤلف في الجزية أيضا، وفي الاعتصام.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث أسماء، فهو إشارة إلى الحديث الذي أسنده المؤلف في الهبة، وفي الجزية، وفي الأدب من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عنها قالت: قدمت علي أمي راغبة في عهد قريش، وهي مشركة... الحديث. وسيأتي الكلام عليه في الأدب.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث المسور، فأسنده في مواضع من أقربها بعد سبعة أبواب في أول الشروط.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث موسى بن مسعود، وهو أبو حذيفة النهدي ، فقال أبو نعيم في المستخرج على البخاري: حدثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا موسى بن مسعود ، به.

                                                                                                                                                                                          وقال البيهقي في السنن الكبير: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو بكر أحمد بن سليمان ، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، ثنا أبو حذيفة ، به. ورواه أبو عوانة في [ ص: 401 ] صحيحه: عن محمد بن حيويه ، عن أبي حذيفة ، به.

                                                                                                                                                                                          وأما حديث مؤمل ، فقرأته على عبد الله بن عمر [الحلاوي] ، أخبركم أحمد بن محمد بن عمر الحلبي، أن أبا الفرج بن الصيقل ، أخبرهم: أنا أبو محمد بن صاعد ، أنا أبو القاسم الشيباني ، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا مؤمل. ح. وأخبرنيه عاليا أحمد بن الحسن [السويداوي] ، أنا محمد بن غالي ، أن عبد اللطيف بن عبد المنعم ، أخبره: أنا أحمد بن محمد التيمي ، في كتابه، أن الحسن بن أحمد [الحداد] ، أخبره: أنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن القاسم بن الريان. ح. وقرأته عاليا أيضا على أم الحسن بنت المنجا، عن إبراهيم بن عبد الغالب ، أن علي بن محمد السخاوي أخبرهم: أنا السلفي ، أنا محمد بن عبد الجبار الفرساني ، ثنا علي بن يحيى بن جعفر ، إملاء، أنا أبو الحسن أحمد بن القاسم ، ثنا محمد بن يونس الكديمي ، ثنا مؤمل بن إسماعيل ، ثنا سفيان ، ثنا أبو إسحاق السبيعي ، حدثنا البراء بن عازب ، قال: وادع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أهل مكة يوم الحديبية على ثلاثة: أنه من جاء من أهل مكة رده إليهم، ومن أتاهم من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يردوه، وعلى أن يجيء من العام المقبل، ولا يدخل من معه إلا بجلبان السلاح: القوس، ونحوه.

                                                                                                                                                                                          محمد بن يونس ليس من شرط هذا الكتاب. أخرجناه شاهدا، والعمدة على طريق أحمد.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية