الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [17] باب من تصدق إلى وكيله، ثم رد الوكيل إليه.

                                                                                                                                                                                          [2758] وقال إسماعيل: أخبرني عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لا أعلمه إلا عن أنس [رضي الله عنه] ، قال: لما نزلت: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون جاء أبو طلحة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن الله يقول: في كتابه: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، وإن أحب أموالي إلي بيرحاء -قال: وكانت حديقة كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يدخلها، ويستظل بها، ويشرب من مائها- فهي إلى الله عز وجل، وإلى [ ص: 425 ] رسوله [صلى الله عليه وسلم] ، أرجو بره، وذخره، فضعها أي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث أراك الله. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: بخ يا أبا طلحة، ذلك مال رابح، قبلناه منك، ورددناه عليك، فاجعله في الأقربين،  فتصدق به أبو طلحة على ذوي رحمه، قال: وكان منهم أبي، وحسان، قال: وباع حسان حصته منه من معاوية، فقيل له: تبيع صدقة أبي طلحة؟ فقال: ألا أبيع صاعا من تمر بصاع من دراهم؟ قال: وكانت تلك الحديقة في موضع قصر بني حديلة".

                                                                                                                                                                                          هذا الحديث وقع في رواية أبي ذر ، عن الحموي ، والكشميهني جميعا، ولم يقع في روايته عن المستملي ، ولا في رواية أبي الوقت ، عن الحموي ، فأما إسماعيل المعلق عنه، فالذي يتبادر إلى ذهني أنه إسماعيل بن أبي أويس، شيخ البخاري ، فقد روى الكثير عن عبد الله بن أبي سلمة ، ويدل عليه أن في بعض الروايات التي لم تتصل لنا بالسماع في هذا الموضع: "حدثنا إسماعيل ، ثنا عبد العزيز" ، ولكن وقع في كتاب أبي مسعود وخلف في الأطراف جميعا هنا، "وقال إسماعيل بن جعفر". وكذلك ذكر أبو نعيم في المستخرج أنه رآه في نسخة أبي عمرو، يعني الجيزي ، التي كتبها عن الفربري. وزعم أبو العباس الطرقي أن البخاري أسنده في الجامع، فقال: حدثنا الحسن بن شوكر ، ثنا إسماعيل بن جعفر ، ثنا عبد العزيز ، به، ولم يذكر أحد الحسن بن شوكر في شيوخ البخاري ، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية