الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 230 ] 31- ما انتهى إلينا من مسند نمير بن يزيد القيني.

1241 - حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أبي، ثنا بقية بن الوليد، حدثني نمير بن يزيد القيني، عن قحافة بن ربيعة، عن الزبير بن العوام، قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح [العشاء] في مسجد المدينة، فلما انصرف قال: "أيكم يتبعني إلى وفد الجن الليلة؟" فأسكت القوم فلم يتكلم منهم أحد، فمر بي يمشي، فأخذ بيدي، فجعلت أمشي معه وما أجد مشى، حتى خنست عنا [جبال] المدينة كلها، وأفضينا إلى أرض براز، فإذا رجال طوال كأنهم الرماح، [مستدفري ثيابهم من بين أرجلهم] ، فلما رأيتهم غشيتني رعدة شديدة حتى ما تمسكني رجلاي من الغرق، فلما دنونا منهم خط رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبهام رجله في الأرض خطا، فقال لي: "اقعد فيها في وسطها"، فلما جلست فيها ذهب عني كل شيء كنت أجده من ريبة،  ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينهم، فتلا عليهم قرآنا رفيعا حتى طلع الفجر، ثم [ ص: 231 ] أقبل حتى مر بي [فقال لي: "الحق"، فجعلت أمشي معه غير بعيد] فقال لي: "التفت فانظر هل ترى حيث كان أولئك من أحد؟" فقلت يا رسول الله إني لأرى سوادا كثيرا، قال: فخفض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده [رأسه] إلى الأرض فنظم عظما بروثة، ثم رمى به إليهم وقال: "رشد أولئك من وفد قوم، [هم وفد نصيبين سألوني الزاد، فجعلت لهم كل عظم وروثة] "، قال الزبير: فلا يحل لأحد أن يستنجي بعظم ولا روثة بعده أبدا.

التالي السابق


الخدمات العلمية