الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1934 - حدثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا أسد بن موسى (ح).

وحدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح، قالا: ثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر، أن النعمان بن بشير، حدثه قال: كتب معي معاوية إلى عائشة قال: وآل عمر يومئذ آمنون في الناس من شيعة علي بن أبي طالب ومن شيعة عثمان بن عفان رضي الله عنهما، قال: فسرت حتى نزلت تبوكا في ناحية إلى جانب قادة، فإذا شيخان قد أقبلا إلي، فقالا: من الرجل؟ قلت: أنا أبو عبد الله، فقالا: وممن أنت؟ فقلت: لعمر بن الخطاب، ثم إني [ ص: 130 ] قمت أريد هراقة الماء، فسمعت أحدهما يقول لصاحبه: لقد ضربت فيه الأنصار، فلما رجعت إليهما قالا: يا عبد الله ننشدك بالله أضربت فيك الأنصار؟ قلت: نعم أمي امرأة من أنفس الأنصار، وإني مولى لعمر بن الخطاب، قال: فوالله ما زال الحديث يجري بيني وبينهم، فإذا هم من شيعة عثمان فأطلعتهما على أمري، وأنبأتهما بنحوي، فأرشداني الطريق، وأمراني برأيهما، قال: فقدمت على عائشة فدفعت إليها كتاب معاوية ، فقالت: يا بني ألا أحدثك شيئا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى يا أم المؤمنين، قالت: فإني كنت عنده أنا وحفصة يوما من ذاك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كان عندنا رجل يحدثنا؟" فقلت: يا رسول الله ألا أبعث لك إلى أبي بكر؟ فسكت، ثم قال: "لو كان عندنا رجل يحدثنا؟" فقالت حفصة: ألا أبعث لك إلى عمر؟ فسكت، ثم دعا إنسانا فأسر إليه سرا، ثم أرسله، فما كان حتى أقبل عثمان فجلس إليه، فأقبل إليه بوجهه وحديثه، قالت: فسمعته يقول: "يا عثمان إن الله لعله يقمصك قميصا، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه"  يقول ذلك ثلاث مرات، قلت: يا أم المؤمنين فأين كنت عن هذا الحديث؟ قالت: يا بني لقد نسيته حتى ما ظننت أني سمعته".

التالي السابق


الخدمات العلمية