الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سعيد، عن قتادة، عن مجاهد.

2733 - حدثنا أحمد بن المعلى، ثنا صفوان بن صالح (ح).

وحدثنا محمد بن أبي زرعة، ثنا هشام بن عمار، قالا: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: سمعت أبي بن كعب، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ ص: 62 ] : "شممت ليلة أسري بي رائحة طيبة، فقلت: يا جبريل ما هذه الريح الطيبة؟ قال: هذا ريح قبر الماشطة وابنتها وزوجها، قال: وكان بدء ذلك أن الخضر عليه السلام كان من أشراف بني إسرائيل، وكان ممره براهب في صومعة، فيطلع عليه الراهب، فيعلمه الإسلام، فلما بلغ الخضر زوجه أبوه امرأة، فعلمها الخضر الإسلام، وأخذ عليها أن لا تعلمه أحدا، وكان لا يقرب النساء فطلقها، ثم زوجه أبوه امرأة أخرى،  فعلمها الإسلام، وأخذ عليها أن لا تعلمه أحدا، فكتمت عليه إحداهما، وأفشت عليه الأخرى، فأقبل رجلان يحتطبان فرأياه فسئلا، فكتم أحدهما، وأفشى الآخر، فقال: رأيت الخضر فقيل: ومن رآه معك؟ قال: فلان، فسئل فكتم، وكان في دينهم أن من كذب قتل، فقتل، فتزوج الرجل الكاتم المرأة الكاتمة، فبينا هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط من يدها، فقالت: تعس فرعون، فأخبرت أباها، فأرسل إلى الرجل والمرأة، فراودهما أن يرجعا عن دينهما فلن [فلم] يرجعا، فقال: أنا قاتلكما، فقالا: إحسانا منك إلينا إن قتلتنا أن تجعلنا في قبر واحد، فلما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم، سأل جبريل عليه السلام؛ فأخبره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما وجدت ريحا أطيب منها وقد دخلت الجنة".

التالي السابق


الخدمات العلمية