الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3567 - حدثنا محمد بن محمد الخزاعي القاضي، ثنا [ ص: 364 ] عبد الجبار بن عاصم، ثنا بقية بن الوليد، عن معاوية بن يحيى، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن عطية بن بسر المازني، قال: جاء عكاف بن وداعة الهلالي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عكاف، ألك زوجة؟" قال: لا، قال: "ولا جارية؟" قال: لا قال: "وأنت صحيح موسر؟" قال: نعم والحمد لله، قال: "فأنت إذا من إخوان الشياطين، إما أن تكون من رهبان النصارى، فأنت منهم، وإما أن تكون منا فاصنع كما نصنع، فإن من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم،  أبالشياطين تمرسون؟ ما [له] في نفس سلاح أبلغ في الصالحين من الرجال والنساء إلا المتزوجون، أولئك المطهرون المبرؤون من الخنا، ويحك يا عكاف، إنهن صواحب داود [وصواحب أيوب] وصواحب يوسف وصواحب كرسف" فقال عطية: ومن الكرسف يا رسول الله؟ قال: "رجل كان في بني إسرائيل على ساحل من سواحل البحر، يصوم النهار ويقوم الليل، لا يفتر من صلاة ولا صيام، ثم كفر من بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها، فترك ما كان عليه من عبادة ربه، فقد أدركه الله بما سلف منه فتاب عليه، ويحك يا عكاف تزوج فإنك من المذنبين" فقال عكاف: لا أبرح يا رسول الله، حتى تزوجني من شئت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فقد زوجتك على اسم الله والبركة كريمة بنت كلثوم الحميري".

التالي السابق


الخدمات العلمية