الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مكحول عن يزيد بن عبد الله.

3637 - حدثنا محمد بن العباس المؤدب، ثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا يحيى بن العلاء، ثنا بشير بن نمير، أنه سمع مكحولا، يقول: ثنا يزيد بن عبد الله، عن صفوان بن أمية، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه عمرو بن قرة، فقال: يا رسول الله، قد كتب علي الشقوة، فلا أراني أرزق إلا من دفي بكفي، فتأذن لي في الغناء من غير فاحشة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا آذن لك ولا كرامة، كذبت أي عدو الله، لقد رزقك الله [ ص: 391 ] حلالا طيبا، فاخترت ما حرم الله من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله،  ولو كنت تقدمت إليك لفعلت بك، قم عني فتب إلى الله، أما إنك إن نلت بعد [التقدمة شيئا ضربتك ضربا وجيعا، وحلقت رأسك مثله، ونفيتك من أهلك، وأحللت سلبك نهبة لفتيان المدينة" فقام عمرو به الشر والخزي ما لا يعلمه إلا الله، فلما ولى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "هؤلاء العصاة، من مات منهم بغير توبة حشره الله يوم القيامة كما كان مخنثا عريانا، لا يستتر من الناس بهدبة كلما قام صرع" فقام عرفطة بن نهيك التميمي، فقال: يا رسول الله، إني وأهل بيتي مرزقون من هذا الصيد، ولنا فيه قسم وبركة، وهو مشغلة عن ذكر الله وعن الصلاة في جماعة، وبنا إليه حاجة أفتحله أم تحرمه؟ فقال: أحله لأن الله عز وجل قد أحله، نعم العمل، والله أولى بالعذر، قد كانت لله قبلي رسل كلهم يصطاد أو يطلب الصيد، ويكفيك من الصلاة في جماعة إذا غبت عنها في طلب الرزق حبك الجماعة وأهلها، وحبك ذكر الله وأهله، وابتغ على نفسك وعيالك حلالا، فإن ذلك جهاد في سبيل الله، واعلم أن عون الله في صالح التجارة]".

انتهى.

هذا ما وجدناه فكتبناه من المجلد الذي ابتداؤه مسند الشاميين من معجم الإمام الطبراني رحمه الله تعالى، غير أن النسخة قديمة جدا، وأكثرها ليس بمنقوط، وفي آخرها أوراق ذاهب أطرافها، وموضوع فيها ورق أبيض، لم يمكننا إتمام بقية سطورها، فكتبناها طبق أصلها، حرفا بحرف، ويظهر أن النسخة ناقصة من آخرها ورقة واحدة أو ورقتين.

ونسأله أن ييسر لكم إتمامها بمنه وكرمه آمين [ ص: 392 ] .

قد تم تسويد هذا الكتاب بمعونة الله وحسن توفيقه في شهر شعبان المكرم سنة 1352 اثنتين وخمسين وثلاث مائة وألف هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية، بيد الفقير الحقير لمولاه العلي عبد المعطي بن السيد يوسف علي، يطلب من الله السميع البصير القريب المجيب أن يلهمه رشده ويكفيه شر نفسه، ولمن طبع هذا الكتاب أو تسبب في طبعه أو قرأ فيه أو علم منه مسألة فعمل بها وعلمها، ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين، آمين، وذلك بالمدينة المنورة، وصلى الله على سيدنا محمد معلم الخير، وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

تم بحمد الله وحسن توفيقه تصحيح هذا الكتاب حسب الجرية على نسخة الأصل، وأنا الفقير إليه عز شأنه خادم تراب أقدام العلماء إبراهيم بن أحمد حمدي حافظ كتبخانة شيخ شيخ الإسلام بمدينة خير الأنام صلى الله عليه وسلم في 27 رمضان 1352 في الحرم الشريف النبوي.

التالي السابق


الخدمات العلمية