ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد
قوله: ومن الناس من يشري نفسه الآية، قال سعيد بن المسيب: مهاجرا نحو [ ص: 312 ] النبي صلى الله عليه وسلم فأتبعه نفر من صهيب قريش من المشركين، فنزل عن راحلته، ونثر ما في كنانته، وأخذ قوسه ثم قال: يا معشر أقبل قريش، إني من أرماكم رجلا، وايم الله، لا تصلون إلي حتى أرمي ما في كنانتي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، ثم افعلوا ما شئتم.
فقالوا: دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك، وعاهدوه إن دلهم أن يدعوه ففعل، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "أبا يحيى، ربح البيع، ربح البيع أبا يحيى" .
وأنزل الله تعالى: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله .
و "الشرى": من الأضداد، يقال: شرى، إذا باع، و "شرى": إذا اشترى، قال الله تعالى: وشروه بثمن بخس أي: باعوه.
ومعنى "بيع النفس" ها هنا: بذلها لأوامر الله وما يرضاه.
ونصب ابتغاء مرضات الله على المفعول له، أي: لابتغاء مرضات الله ثم نزع اللام منه، و "المرضاة": الرضا، يقال: رضي رضا ومرضاة.