أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان العدل ، نا علي بن سعيد بن العباس الرزاز ، نا أبو شعيب الحراني ، نا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، نا عبد العزيز بن محمد ، عن يزيد بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أم كلثوم بنت العباس ، عن العباس بن عبد المطلب ، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها" .
قال الزجاج : إذا ذكرت آيات العذاب اقشعرت جلود الخائفين الله تعالى، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إذا ذكرت آيات الرحمة، وهذا معنى قول جميع المفسرين، وقوله: ثم تلين جلودهم وقلوبهم أي: تطمئن وتسكن، إلى ذكر الله الجنة والثواب، فحذف مفعول الذكر للعلم به. قال قتادة : هذا نعت أولياء الله تعالى، نعتهم [ ص: 579 ] الله بأنهم تقشعر جلودهم وتطمئن قلوبهم إلى ذكر الله، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم، إنما ذلك في أهل البدع، وهو من الشيطان.
"ذلك" يعني: أحسن الحديث، وهو القرآن، هدى الله الآية.
قوله: أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة نزلت في أبي جهل ، قال الكلبي : ينطلق به إلى النار مغلولا، فإذا رمت به الخزنة فيها لم يتقها بأول من وجهه. قال الزجاج : المعنى أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب كمن يدخل الجنة.
وتم الكلام، ثم أخبر عما تقول الخزنة للكفار بقوله: وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون قال عطاء : يريد جزاء ما كنتم تعملون.


