الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله: فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين  والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون  لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين  ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون  

                                                                                                                                                                                                                                      فمن أظلم ممن كذب على الله بأن له ولدا وشريكا، وكذب بالصدق أي: بالتوحيد والقرآن، إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين مقام للجاحدين؟ وهو استفهام تقرير، يعني أنه كذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      والذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم، وصدق به أبو بكر رضي الله عنه وأصحابه، وهم المؤمنون الذين صدقوا محمدا صلى الله عليه وسلم بما جاء به من الإسلام، أولئك هم المتقون الذين اتقوا الشرك. لهم ما يشاءون عند ربهم لهم عند الله من الجزاء والكرامة ما يشاؤون، ذلك جزاء المحسنين في أقوالهم وأعمالهم، ليكفر الله عنهم أي: أعطاهم ما شاؤوا، ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا يسترها عنهم بالمغفرة، ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون قال مقاتل : يجزيهم بالمحاسن من أعمالهم، ولا يجزيهم بالمساوي.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية