ثم أعلم أنهم مع عبادتهم الأوثان مقرون بأن الله خالق السماوات والأرض، فقال: ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ثم أمره أن يحتج عليهم بأن ما يعبدون من دون الله لا يملك كشف ضر، فقال: قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر قال ، ابن عباس : بمرض أو فقر أو ببلاء أو شدة، ومقاتل هل هن كاشفات ضره هل تقدر الآلهة أن تكشف ما ينزل بي من ضر، أو أرادني برحمة بخير وصحة، هل هن ممسكات رحمته هل تقدر الآلهة أن تحبس عني تلك الرحمة، وقرئ كاشفات وممسكات -بالتنوين وبغيره، فمن نون فلأنه غير واقع، وما لم يقع من أسماء الفاعلين فالوجه فيه التنوين، ومن أضاف فعلى الاستخفاف [ ص: 583 ] وحذف التنوين، والمعنى على التنوين، وكلا الوجهين حسن.
قال : فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فسكتوا، ولم يجيبوه، فقال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: مقاتل قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون بالله يثق الواثقون.