قوله: وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون
وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة معنى الاشمئزاز في اللغة: النفور والاستكبار. قال ، ابن عباس : اشمأزت: انقبضت عن التوحيد، وقال ومجاهد : استكبرت، وقال قتادة : نفرت. وكان المشركون إذا سمعوا لا إله إلا الله وحده [ ص: 585 ] لا شريك له، نفروا من هذا، لأنهم كانوا يقولون: الأوثان آلهة، أبو عبيدة وإذا ذكر الذين من دونه يعني: الأصنام التي عبدوها من دونه، إذا هم يستبشرون يفرحون، قال ، مجاهد : يعني ومقاتل حين قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بمكة سورة النجم، فقال: تلك الغرانيق العلى فرح كفار مكة بذلك حين سمعوا أن لها شفاعة.
وما بعد هذا مفسر فيما تقدم إلى قوله: وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون قال : ظهر لهم حين بعثوا ما لم يحتسبوا في الدنيا أنه نازل بهم في الآخرة، والمعنى أنهم كانوا يتقربون إلى الله بعبادة الأصنام، فلما عوقبوا عليها بدا لهم من الله ما لم يحتسبوا. وقد ظهر هذا في قوله: مقاتل وبدا لهم سيئات ما كسبوا أي: من مساوئ أعمالهم من الشرك وظلم أولياء الله، وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون أنزل بهم كل ما أنذرهم النبي صلى الله عليه وسلم به مما كانوا ينكرونه ويكذبون به.