الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم  وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين  كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم قال المفسرون: كان في ابتداء الإسلام إذا مات الرجل لم يكن لامرأته في الميراث شيء إلا السكنى والنفقة سنة ما لم تخرج من بيت زوجها، وكان المتوفى يوصي بذلك لها، فإن خرجت من بيت زوجها لم يكن لها نفقة، وكان الحول واجبا عليها في الصبر عن التزوج، ثم نسخت هذه الآية بالربع والثمن، وتقدير لمدة الوفاة بأربعة أشهر وعشر.

                                                                                                                                                                                                                                      واختلفوا في رفع الوصية، ونصبها، فمن رفع فعلى تقدير: فعليهم وصية، يضمر خبر المبتدأ، ومن نصب فعلى تقدير: فيوصوا وصية.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: متاعا إلى الحول أي: متعوهن متاعا بالإنفاق عليهن إلى الحول من غير إخراج لها من بيت الزوج، فإن خرجن من قبل أنفسهن قبل الحول، فلا جناح عليكم يا أولياء الميت، في ما فعلن في أنفسهن من معروف يعني: التشوف للنكاح، والتصنع للأزواج.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 354 ] قوله: وللمطلقات متاع بالمعروف قال أبو العالية: في هذه الآية لكل مطلقة متعة.  

                                                                                                                                                                                                                                      وقال ابن زيد: لما نزل قوله: ومتعوهن على الموسع قدره إلى قوله: حقا على المحسنين قال رجل من المسلمين: إن أحسنت فعلت، وإن لم أرد ذلك لم أفعل.

                                                                                                                                                                                                                                      فأنزل الله تعالى: وللمطلقات إلى قوله: حقا على المحسنين يعني المتقين الشرك، فبين أن لكل مطلقة متاعا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقد ذكرنا الكلام في المتعة عند قوله: ومتعوهن

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله كذلك يبين الله لكم آياته أي: مثل البيان الذي تقدم فيما ذكر من الأحكام يبين الله آياته.

                                                                                                                                                                                                                                      قال عطاء: يريد: يفسر لكم فرائضه لتعملوا بها حتى تفقهوا، وهو قوله: لعلكم تعقلون أي: يثبت لكم صفة العقلاء باستعمال ما بينا لكم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية