وما بعد هذا ظاهر ، إلى قوله : سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا [ ص: 138 ] قليلا قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما
سيقول المخلفون يعني : هؤلاء ، إذا انطلقتم سرتم ، وذهبتم أيها المؤمنون ، إلى مغانم لتأخذوها يعني : غنائم خيبر ، وذلك أنهم لما انصرفوا من الحديبية بالصلح ، وعدهم الله فتح خيبر ، وخص بغنائمها من شهد الحديبية ، فلما انطلقوا إليها ، قال هؤلاء المخلفون : ذرونا نتبعكم قال الله تعالى : يريدون أن يبدلوا كلام الله وقرئ كلم الله وهو جمع قلة ، قال يريدون مواعيد الله ابن عباس : لأهل الحديبية بغنيمة خيبر خاصة .
وقال يعني : أمر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ألا يسير معه منهم أحد . مقاتل :
قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل أي : قال الله بالحديبية قبل خيبر مرجعنا إليكم ، إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية ، فسيقولون بل تحسدوننا يمنعكم الحسد أن نصيب معكم الغنائم ، فقال الله : بل كانوا لا يفقهون لا يعلمون عن الله ما لهم ، وما عليهم من الدين ، إلا قليلا يسيرا منهم ، وهو من صدق الله والرسول ، ولم ينافق .
قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد أكثر المفسرين : على أن هؤلاء بنو حنيفة أتباع مسيلمة ، وقال كنا نقرأ هذه الآية ، ولا نعلم من هم ، فلما دعا رافع بن خديج : رضي الله عنه ، إلى قتال أبو بكر الصديق ، بني حنيفة ، فعلمنا أنهم هم .
وقال سيدعوكم ابن جريج : عمر ، رضي الله عنه ، إلى قتال فارس .
تقاتلونهم أو يسلمون أو يكون منهم الإسلام ، فإن تطيعوا أبا بكر ، وعمر رضي الله عنهما ، يؤتكم الله أجرا حسنا يعني : الجنة ، وإن تتولوا تعرضوا عن طاعتهما ، كما توليتم من قبل أعرضتم عن طاعة محمد صلى الله عليه وسلم في المسير إلى الحديبية ، يعذبكم في الآخرة ، عذابا أليما والآية تدل على خلافة الشيخين رضي الله عنهما لأن الله تعالى وعد على طاعتهما الجنة ، وعلى مخالفتهما العذاب الأليم .