وما بعد هذا ظاهر مفسر في سورة "براءة"، إلى قوله: يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين
يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم نزل هذا لما قالوا: لو نعلم أي الأعمال أفضل وأحب إلى الله. وجعل ذلك العمل بمنزلة التجارة، لأنهم يربحون فيها رضا الله تعالى، ونيل جنته، [ ص: 293 ] والنجاة من النار.
ثم بين تلك التجارة ما هي، فقال: تؤمنون بالله ورسوله إلى قوله: يغفر لكم ذنوبكم قال : هذا جواب تؤمنون وتجاهدون؛ لأن معناه الأمر، كأنه قال: آمنوا بالله ورسوله، وجاهدوا يغفر لكم. الزجاج
وقوله: وأخرى تحبونها قال : وخصلة أخرى تحبونها في العاجل مع ثواب الآخرة. الفراء
نصر من الله وفتح قريب قال : يعني: النصر على قريش، وفتح الكلبي مكة . وقال : يريد فتح عطاء فارس والروم وبشر يا محمد المؤمنين بالنصر في الدنيا، والجنة في الآخرة.