الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما بعد هذا ظاهر مفسر في سورة "براءة"، إلى قوله: يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم  تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون  يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم  وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين  

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم نزل هذا لما قالوا: لو نعلم أي الأعمال أفضل وأحب إلى الله. وجعل ذلك العمل بمنزلة التجارة، لأنهم يربحون فيها رضا الله تعالى، ونيل جنته، [ ص: 293 ] والنجاة من النار.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم بين تلك التجارة ما هي، فقال: تؤمنون بالله ورسوله إلى قوله: يغفر لكم ذنوبكم قال الزجاج : هذا جواب تؤمنون وتجاهدون؛ لأن معناه الأمر، كأنه قال: آمنوا بالله ورسوله، وجاهدوا يغفر لكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وأخرى تحبونها قال الفراء : وخصلة أخرى تحبونها في العاجل مع ثواب الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                      نصر من الله وفتح قريب قال الكلبي : يعني: النصر على قريش، وفتح مكة . وقال عطاء : يريد فتح فارس والروم وبشر يا محمد المؤمنين بالنصر في الدنيا، والجنة في الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية