الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم.

                                                                                                                                                                                                                                      اقرأ باسم ربك الذي خلق  خلق الإنسان من علق  اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم  علم الإنسان ما لم يعلم  

                                                                                                                                                                                                                                      اقرأ باسم ربك أكثر المفسرين على أن هذه السورة أول ما نزل من القرآن،  وأول يوم نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على حراء ، علمه خمس آيات من أول هذه السورة، وبيان ذلك فيما:

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل ، أنا عبد المؤمن بن خلف ، أنا يحيى بن أيوب ، أنا يحيى بن بكير ، حدثني الليث ، حدثني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب الزهري ، أخبرني عروة ، عن عائشة ، أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي  الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك، فقال: اقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت له: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني [ ص: 528 ] فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم وذكر الحديث، رواه البخاري ، عن يحيى بن بكير ، ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري .

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن محمد الهاشمي ، أنا جدي، نا أبو حامد بن الحسن الحافظ ، نا عبد الرحمن بن بشر ، نا سفيان بن عيينة ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "إن أول ما نزل من القرآن:  اقرأ باسم ربك الذي خلق " رواه الحاكم في صحيحه عن أبي بكر بن إسحاق ، عن بشر بن موسى ، عن الحميدي ، عن سفيان قال أبو عبيدة : مجازه: اقرأ اسم ربك، يعني أن الباء زائدة، والمعنى: اذكر اسمه، كأنه أمر أن يبتدئ القراءة باسم الله تأديبا. الذي خلق قال الكلبي : يعني الخلائق.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم ذكر ذلك، فقال: خلق الإنسان يعني: ابن آدم ، من علق جمع علقة.

                                                                                                                                                                                                                                      اقرأ تكرير للتأكيد، ثم استأنف، فقال: وربك الأكرم قال الكلبي : الحليم عن جهل العباد: لا يعجل عليهم بالعقوبة.

                                                                                                                                                                                                                                      الذي علم الكتابة، بالقلم قال الزجاج : علم الإنسان الكتابة بالقلم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية