بسم الله الرحمن الرحيم.
إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم [ ص: 542 ] فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
إذا زلزلت الأرض زلزالها إذا حركت حركة شديدة، وذلك ، وهو قوله: عند قيام الساعة، تحرك الأرض فتضطرب حتى يتكسر كل شيء عليها، وتخرج كل شيء أدخل فيها وأخرجت الأرض أثقالها لفظت ما فيها من كنوزها وموتاها، والأثقال: جمع ثقل، والموتى أثقال في بطن الأرض.
ثم ذكر أن الكافر ينكر تلك الحالة، فقال: وقال الإنسان ما لها يقول الكافر الذي لم يؤمن بالبعث: لأي شيء زلزالها.
قال الله تعالى: يومئذ تحدث أخبارها تخبر بما عمل عليها.
أخبرنا الفضل بن أحمد الصوفي ، أنا أبو علي الفقيه ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل السوطي ، نا سلمة بن أحمد بن مجاشع ، نا خالد بن يزيد العمري ، نا ، عن شعبة ، عن يحيى بن أبي سليمان ، عن أبي سعيد المقبري هريرة ، قال: يومئذ تحدث أخبارها أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذا أخبارها". قول الله عز وجل: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في
أخبرنا أبو نصر المهرجاني ، نا ابن بطة ، أنا أبو القاسم ابن بنت منيع ، حدثني محمد بن إسحاق ، نا أبو الأسود ، أنا ، عن ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ابن رباح ، عن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ربيعة الجرشي وليس فيها أحد يعمل فيها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة به" "حافظوا على الوضوء، وخير أعمالكم الصلاة، وتحفظوا من الأرض، فإنها أمكم، .
وقوله: بأن ربك أوحى لها قال : تحدث أخبارها بوحي الله، وإذنه لها. قال الفراء : أذن لها لتخبر بما عمل عليها. ابن عباس
يومئذ يصدر الناس أشتاتا يرجع الناس عن موقف الحساب بعد العرض متفرقين: أهل الإيمان على حدة، وأهل كل دين على حدة، كقوله تعالى: يومئذ يتفرقون و يومئذ يصدعون ، ليروا أعمالهم قال : ليروا جزاء أعمالهم، والمعنى: أنهم يرجعون عن الموقف فرقا، لينزلوا منازلهم من [ ص: 543 ] الجنة والنار. ابن عباس
فمن يعمل مثقال ذرة وزن نملة أصغر ما يكون من النمل، قال : فمن يعمل في الدنيا، مقاتل مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة في كتابه، فيفرح به، وكذلك من الشر يراه في كتابه فيسوؤه ذلك، قال: وكان أحدهم يستقل أن يعطي اليسير، ويقول: إنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه، وليس اليسير مما نحب، ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية، يرغبهم في القليل من الخير، ويحذرهم عن اليسير من الشر. ويتهاون بالذنب اليسير، ويقول: إنما أوعد الله النار على الكبائر
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المزكي ، أنا عبد الله بن محمد الزاهد ، أنا عبد الله بن محمد المنيعي ، نا ، نا أبو الربيع الزهراني ، عن جرير بن حازم ، قال: الحسن "قدم صعصعة عم الفرزدق على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سمع هذه الآية فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال: حسبي ما أبالي أن لا أسمع من القرآن غيرها".
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبيد الله الفارسي ، أنا علي بن أحمد بن محمد بن عطية ، نا ، نا الحارث بن أبي أسامة داوود بن المحبر ، نا ميسرة ، عن ، عن المغيرة بن قيس أبي الزبير ، عن جابر ، قال: قلت: "يا رسول الله، إلى ما ينتهي الناس يوم القيامة؟ قال: إلى أعمالهم، من عمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن عمل مثقال ذرة شرا يره".