بسم الله الرحمن الرحيم.
ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة
ويل لكل همزة لمزة قال ، أبو عبيدة : والزجاج . قال بعضهم: نزلت في الهمزة اللمزة: الذي يغتاب الناس الأخنس بن شريق ، كان يلمز الناس ويغتابهم. وقال : نزلت في مقاتل ، كان يغتاب النبي صلى الله عليه وسلم من ورائه، ويطعن عليه في وجهه. الوليد بن المغيرة
ثم وصفه، فقال: الذي جمع مالا وقرئ: جمع بالتشديد، وهو جمع بالشيء بعد الشيء، وعدده قال : أحصاه. وقال الفراء : الزجاج
[ ص: 553 ] وعدده للدهور، فيكون من العدة، يقال: أعددت الشيء، وعددته إذا أمسكته.
ثم ذكر طول أمله، فقال: يحسب أن ماله أخلده أي: . يعمل عمل من لا يظن مع يساره أنه يموت
كلا لا يخلد ماله، ولا يبقى له، لينبذن في الحطمة ليلقين في جهنم، وليطرحن فيها، والحطمة من أسماء جهنم، قال : هي تحطم العظام، وتأكل اللحوم حتى تهجم على القلوب. مقاتل
وذلك قوله: نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة قال: يخلص حرها إلى القلوب، ثم يكسى لحما جديدا، ثم تقبل عليه فتأكله.
إنها عليهم مؤصدة مطبقة، في عمد وقرئ عمد وكلاهما جمع عمود، وقال : كلاهما جمع العماد، وهي أوتاد الأطباق التي تطبق على أهل النار. قال أبو عبيدة : أطبقت الأبواب عليهم، ثم سدت بأوتاد من حديد من نار، حتى يرجع عليهم غمها وحرها، فلا يفتح عنهم باب، ولا يدخل عليهم روح. مقاتل
و ممددة من صفة العمد، أي: أنها ممدودة مطولة، وهي أرسخ من القصيرة.