بسم الله الرحمن الرحيم.
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول
ألم تر قال : ألم تخبر. وقال الفراء : ألم تعلم. وقال صاحب النظم: معناه التعجب. الزجاج
و كيف فعل ربك بأصحاب الفيل يعني: الكعبة من الحبشة . الذين قصدوا تخريب
ألم يجعل كيدهم مكرهم، وسعيهم في تخريب الكعبة ، واستباحة أهلها، في تضليل عما قصدوا له، ضلل كيدهم حتى لم يصلوا إلى البيت، وإلى ما أرادوه بكيدهم.
وأرسل عليهم طيرا أبابيل أقاطيع يتبع بعضها بعضا، كالإبل المؤبلة، قال : الأبابيل: جماعات في تفرقة، يقال: جاءت الخيل أبابيل من هاهنا وهاهنا، ولم نر أحدا يجعل لها واحدا. وقال أبو عبيدة : كانت طيرا لها خراطيم، وأكف كأكف الكلاب. وقال ابن عباس عنه عطاء : طير سود، جاءت من قبل البحر فوجا فوجا، مع كل طائر ثلاثة أحجار، حجران في رجليه، وحجر في منقاره، لا يصيب شيئا إلا هشمه. وقتادة
فذلك قوله: ترميهم بحجارة من سجيل قال : ما وقع منها حجر على رجل إلا خرج من الجانب الآخر، وإن وقع على رأسه خرج من دبره. ابن مسعود
فجعلهم كعصف مأكول كزرع، وتبن قد أكلته الدواب، ثم راثته، وتفرقت أجزاؤه، . شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزاء الروث