بسم الله الرحمن الرحيم.
أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون
أرأيت الذي يكذب بالدين قال ، عن عطاء : نزلت في رجل من المنافقين. وقال ابن عباس : الكلبي العاصي بن وائل ، ومعنى: نزلت في يكذب بالدين : بالجزاء والحساب.
ثم أخبر عنه فذلك الذي يدع اليتيم يدفعه عن حقه دفعا بعنف وجفوة. بقوله:
ولا يحض على طعام المسكين ولا يطعمه، ولا يأمر بإطعامه؛ لأنه يكذب بالجزاء.
فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون نزلت في المنافقين الذين لا يرجون لها ثوابا إن صلوا، ولا يخافون عليها عقابا إن تركوا، فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها، ، وهو قوله: فإذا كانوا مع المؤمنين صلوا رياء، وإذا لم يكونوا معهم لم يصلوا الذين هم يراءون ويمنعون الماعون أكثر المفسرين على أن الماعون: اسم لما يتعاوره الناس بينهم من الدلو، والفأس، والقدر، ما لا يمنع كالماء، والملح يدل على هذا ما:
أخبرناه أبو عبد الرحمن بن أبي حامد العدل ، أنا [ ص: 559 ] أبو بكر بن أبي الحسن الشيباني ، أنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي ، نا أبو الحسن أحمد بن سيار ، نا ، نا قيس بن حفص الدارمي دلهم بن دهثم العجلي ، نا عائذ بن ربيعة النميري ، حدثني قرة بن دعموص ، "أنهم وفدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قرة بن دعموص ، وقيس بن عاصم ، والحارث بن شريح ، فسلموا عليه وانطلقوا واتبعه الحارث بن شريح حتى صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة ثم أذن له وأعطاه كتابه، فلحق بقومه، فقالوا: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال: لا تمنعوا الماعون، قالوا: يا رسول الله وما الماعون؟ قال: الماعون في الحجر والحديدة والماء، قالوا: فأي الحديدة، قال: قدر النحاس وحديد الفأس الذي يمتهنون به، قالوا: ما الحجر؟ قال: قدوركم الحجارة".
أخبرنا ، نا محمد بن موسى بن الفضل نا محمد بن يعقوب، ، نا أحمد بن عبد الجبار ، عن وكيع سنام ، عن ، قال: الماعون: الفأس، والقدر، والدلو. قلت: من منع هذا فله الويل؟ قال: لا، ولكن من جمعهن من رايا في صلواته، وسها فيها، ومنع هذا، فله الويل. عكرمة