بسم الله الرحمن الرحيم.
قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين
[ ص: 565 ] قل يا أيها الكافرون قال جماعة المفسرين: بمكة على المشركين، وألقى في قراءته الشيطان ما ألقى، طمع مشركو مكة فيه، وقالوا: إن محمدا قد دخل في بعض ديننا، فأتوه وقالوا له: تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، ثم تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: معاذ الله أن أشرك به غيره . وأنزل الله: لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النجم قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون .
قال ، ابن عباس : لا أعبد آلهتكم التي تعبدون اليوم، ومقاتل ولا أنتم عابدون إلهي الذي أعبد اليوم، ومعنى: "ما أعبد: من أعبد، ولكنه يقابل قوله: ما تعبدون أي: من الأصنام، فحمل الثاني عليه.
ولا أنا عابد ما عبدتم يعني: فيما بعد اليوم.
ولا أنتم عابدون ما أعبد فيما بعد اليوم، قال : نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه السورة عبادة آلهتهم عن نفسه في الحال، وفيما يستقبل، ونفى عنهم عبادة الله في الحال، وفيما يستقبل. قال: وهذا في قوم أعلمه الله تعالى أنهم لا يؤمنون، كقوله في قصة الزجاج نوح عليه السلام: أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن .
لكم دينكم كفركم بالله، ولي دين التوحيد، والإخلاص، وهذا قبل أن يؤمر بالحرب.