ثم يقول اقرءوا إن شئتم أبو هريرة: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فتقبلها ربها بقبول حسن أي: رضيها، وكان المحرر الذي نذرته حنة، ولم يقبل قبلها أنثى في ذلك المعنى، وأنبتها نباتا حسنا قال ابن الأنباري وأنبتها فنبتت نباتا حسنا. والزجاج:
قال يريد: في صلاح ومعرفة بالله وطاعة له وخدمة للمسجد. ابن عباس:
وكفلها زكريا أي: ضمها إلى نفسه، وقام بأمرها، قال ضمن القيام بأمرها، يقال: كفل يكفل كفالة فهو كافل. الزجاج:
وهو الذي كفل إنسانا يعوله وينفق عليه.
[ ص: 432 ] وفي زكريا قراءتان: القصر والمد، وهما لغتان، كقولهم: الهيجاء والهيجا.
وقرأ وكفلها مشددة، حمزة وزكريا على هذه القراءة منصوب لأنه المفعول الثاني للتكفيل، ومعناه: ضمنها الله زكريا فضمنها إليه.
وقوله: كلما دخل عليها زكريا المحراب لما ضم زكريا مريم إلى نفسه بنى لها محرابا في المسجد لا يرقى إليه إلا بسلم ولا يصعد إليها غيره.
قال الأصمعي: المحراب : الغرفة.
قال عمر بن أبي ربيعة:
ربة محراب إذ جئتها لم أدن حتى أرتقي سلما
أي: ربة بيت.قال صارت عنده لها غرفة تصعد إليها تصلي فيها الليل والنهار. ابن عباس:
وقوله: وجد عندها رزقا كان زكريا كلما دخل عليها غرفتها وجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، تأتيها بها الملائكة من الجنة.
قال يا مريم أنى لك هذا من أين لك هذا؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب فقال زكريا: إن الذي رزقك العنب في غير حينه قادر على أن يرزقني من العقيم الولد.
فدعا زكريا أن يهب الله له ولدا، فذلك قوله: